غسان محمد علوان
في أنديتنا تكاد تتطابق شعارات كل إداراتها الجديدة من حيث العبارات الرنانة ومصطلحات الاحترافية والارتقاء بالنادي والرياضة بشكل عام.. لكن العجيب أن كل إدارة قادمة بكل حماسة ورغبة صادقة في العمل لا تزيد إلا على أن تجلس على نفس كراسي من سبقها، في نفس مكاتبهم، وتقوم بنفس عملهم.
أين الإضافة إذًا؟ أين الهيكلة الجديدة التي تتلاءم مع طبيعة العمل المختلف الذي جاءت من أجله؟ أين العلامات البارزة التي تتركها الإدارة حين ترحل؟ لا نشكك في مدى عشق ورغبة كل المتقدمين للعمل في النجاح والإبداع، ولكن اتباع خطى من سبقك لن يوصلك لأبعد مما وصلوا!
كل منشأة تحتاج إلى أشخاص يقومون بأدوار محددة؛ للوصول لنتائج قد تم التخطيط لها سابقًا، من خلال وظائف واضحة الأهداف والمتطلبات والمميزات بعيدًا عن التطوع والفزعات والتداخل في العمل بين أكثر من طرف.
وسنستعرض بعض الوظائف التي تحتاج إليها أنديتنا ليتم التغيير بشكل ملموس إلى الأفضل. وقد تمر علينا بعض المهام التي يقوم بها البعض، لكن دون تخصص أو تركيز عليها أو جمعها في حزمة مهام دورية.
الوظيفة الأولى: الرئيس التنفيذي:
الخلط الواضح في كل أنديتنا بين وظيفة ومهام رئيس مجلس إدارة النادي والرئيس التنفيذي (غير الموجود) هو سبب جل مشاكل النادي المادية والاستثمارية إن لم يكن كلها، التي بطبيعة الأمر تنعكس على النادي نتائجيًّا.
وظيفة (الرئيس التنفيذي) تتطلب منه عند التقدم لها لأول مرة أن يقوم بتقديم رؤيته للفترة التي يرغب في العمل بها، وفريق العمل الذي ينوي استقطابه بأسمائهم ومهامهم. يجب عليه أيضًا تقديم ميزانية لكامل فترة عمله في النادي، تشمل كل التعاقدات الفنية والإدارية والعناصرية، مع توضيح مصادر الدخل وأوجه الصرف التي تكفل للوصول إلى قائمة من الأهداف القابلة للتحقيق، والمغرية لعشاق النادي من جهة، ومجلس إدارته من جهة أخرى.
كل ما سبق يتم تقديمه لمجلس إدارة النادي، الذي يقوم بالتدقيق في كل ما يقدمه المرشح لتولي وظيفة (الرئيس التنفيذي). فإن حاول زيادة أعباء النادي المالية في سبيل تحقيق منجز ما فإنهم ملزمون بكبح جماحه إن تبين لهم استحالة تحقيق هدفه، أو يقومون بدعمه والوقوف معه بمختلف الطرق متى ما اقتنعوا بأن هذا الهدف يستحق بذل الغالي والنفيس، ويتم الحفاظ على اسم وسمعة النادي في نفس الوقت.
إيجاد مثل هذه الوظيفة يكفل للنادي - بعد توفيق الله - الاستمرارية في نهج خاص بالنادي، وتأسيس مفاهيم خاصة له، لا تتبدل أو تتغير بمجرد استقالة ما، فمجلس الإدارة (الدائم) هو من يرسم أحلام المنشأة، والرئيس التنفيذي (المتغير) هو من يبث الحياة في تلك الأحلام؛ فتغدو واقعًا، يجني ثماره النادي وعشاقه على حد سواء، ولو كان على سبيل الاستقرار المادي كحد أدنى.
في المقالات القادمة - بإذن الله - سيتم التطرق لوظائف أخرى تحتاج إليها أنديتنا اليوم قبل الغد.
خاتمة
مبارك علينا جميعًا قدوم شهر الرحمة، شهر المغفرة، شهر العتق من النار، شهر القلوب البيضاء، الذي نرتجي من خلاله أن نخرج منه أكثر نقاء، وأكثر أخوَّة وإنسانية، وأكثر ترابطًا وعشقًا لوطننا.
اللهم أعنا على صيامه وقيامه، وبارك لنا في شهرنا هذا، وارزقنا خيره، واصرف عنا شره.
كل عام وأنتم بخير.