د.دلال بنت مخلد الحربي
كانت الأمم المتحدة منذ بدئها وحتى اليوم تسير وفق أهواء الدول الكبرى، واعتماداً على نفوذ تلك الدول تسير سياستها بشكل مجمل، وهي سياسة غير عادلة فهي على سبيل المثال ليس لها أي موقف إيجابي من قضايا عديدة منها:
القضية الفلسطينية، والتي لم نسمع لها إدانة لكل الأعمال العدائية والوحشية لإسرائيل في الأراضي المحتلة،
ولا نجد لها موقفاً من قضايا اضطهاد الأقلية العربية الأحوازية في إيران.
وموقفها ضبابي من المشكلة الإنسانية الكبرى لمسلمي ميانمار التي ذهب ضحيتها آلاف المسلمين حرقاً وإبادة في ظل صمت الأمم المتحدة.
ثم هذه المنظمة ليس لها موقف صريح مما يجري في سوريا..
أو من الانتهاكات الخطيرة ضد سنة العراق التي يمارس ضدها أعنف وأقسى الاضطهاد والقتل والتشريد من قبل الحشد الشعبي الممول من إيران..
ولكن ارتفع صوت هذه المنظمة فجأة في قضية تخص أمن المملكة العربية السعودية التي دافعت عن حقها وحدودها ضد عدوان ميليشات الحوثي وعلي عبدالله صالح، فالمليشيتان انقلبت على الحكم الشرعي في اليمن والمعترف به دولياً ومارسا أنواع الاضطهاد في حق معارضيهم ووصل بهما التعدي والغرور إلى انتهاك حرمة الحدود السعودية ووفقاً للقانون الدولي أيدت المملكة ومجموعة من الدول العربية الحكم الشرعي واضطرت قوات التحالف إلى استعمال القوة ضد الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح للدفاع عن مايتعرضون للأذى منهما ووسط تأييد يمني حكومي وشعبي، ولو أخذنا المنظور العام لوجدنا أن كل القسم الجنوبي من اليمن ويشمل حضرموت وعدن ولحج ويافع وغيرهم هم مع الحكم الشرعي ومؤيدون لتدخل التحالف العربي، وكذا هو الحال في تهامة اليمن في مدن الساحل إبتداءً من الحدود السعودية وحتى الجنوب ممن يؤيدون ويساندون هذا التحالف في وجه العدوان الحوثي.
وتعد تعز مثالاً صارخاً للإجرام الحوثي والموقف الدولي السلبي من الجرائم التي ترتكب في حق هذه المدينة فهناك الحصار المميت الذي يفرضه الحوثيون الذين يمنعون دخول الغذاء والدواء ويقصفون المستشفيات والمراكز الحكومية، وفي ظني ان الأمم المتحدة لو وعت الامر جيداً لأدركت أن ماتقوم به المملكة والتحالف هو من أجل إنقاذ اليمن من براثن الظلم والعدوان الحوثي المدعوم من ايران التوسعية العدوانية التي لم تترك منطقة إلا وأحدثت فيها فتنة من اجل النفوذ الذي تسعى هذه الدولة الطائفية لنشره في المنطقة العربية والإسلامية التي أزعجها تصدي المملكة لمواقفها..
أن ما أقدمت عليه الأمم المتحدة بإدراج التحالف العربي بقيادة السعودية على القائمة السوداء يدخل في إطار سلبياتها الكثيرة نحو العرب والمسلمين، ونحو قضايا كثيرة في العالم لم تهتم بها لأن مايدير هذه المنظمة هي الدول ذات النفوذ التي تسير الأمور كما تريد..