سلطان المهوس
بالدموع وعدد هائل من الاعتذرات وديباجات الشكر ودع فيصل بن تركي رئيس نادي النصر منصبه بعد نهائي كأس الملك معترفاً أنه لم يعد لديه القوة والدافعية لقيادة النادي..!!
تم قبول الاستقالة رسمياً وتنصيب نائبه لتسيير أمور النادي وفتح باب الترشح!!
اجتمع أعضاء الشرف فتم الإعلان عن استمرار الرئيس وعدوله عن الاستقالة!!
لماذا يفعل ذلك رئيس «النصر» مع الجميع فما فعله يكشف كيف يمكن إدارة الأندية الرياضية ولماذا تعم الفوضى داخلها!!
يحدث ذلك بكل الأندية -تقريبا- فهي تباع بالمزاد العلني وتشترى بالعاطفة وتباين المواقف حتى إن نادياً مثل الاتحاد تم عرض منصب رئاسته للبيع رسمياً بثلاثين مليون ريال!!
هل من حق فيصل بن تركي أن يعترف أنه غير قادر على رئاسة النادي ثم فجأة وبعد قبول استقالته يعود بزفة خمسة وستين مليون ريال!!
العاطفة دمرت مستقبلنا الرياضي على الصعيد الإداري والنظامي فالأندية أصبحت كيانات مدمرة ضعيفة بائسة وفي ذلك تشجيع لقول البعض إنها وجدت فقط لإعطاء الناس فسحة من التنفيس ولهذا يتم غض البصر عن كل البلاوي المالية والإدارية داخلها والمسارعة لحلها عبر «باب ما جاء في أجر الصفح والعفو» أو مشروع بيع منصب الرئيس لمواراة الفشل الرقابي والهروب من المسؤولية الرسمية التي تسببت بالجهل والتخلف وخفة اليد داخل الأندية!!
بمزاجه رحل رئيس «النصر» وبمزاجه عاد -رغم قبول استقالته رسمياً- لأن فوضى النظام تعطيه الحق بأن يتملك منصبه متى ما أراد ذلك!!
رئيس الهلال خرج سابقاً ولوح باستقالته بل حدد توقيتها وبجلسة مختصرة عدل عن رأيه!!
كل تلك المزاجيات سترحل مع مشروع الخصخصة الرياضية القادم لكن الواجب أن توقف هيئة الرياضة التدهور المالي فوراً لكي يتم المشروع دون عوائق ومسألة الاستثمار بالرياضة غير آمنة تماماً فما بني على ركام من الفشل الإداري والمالي لا يمكن المجازفة بالدخول لنفقه!!
أعان الله عبدالله بن مساعد فما بين الرعاية والهيئة والخصخصة والواقع تحديات لا يرحمها الزمن ولعل الرؤية تتضح نهائياً قريباً لينتهي كابوس إدارة العصر الحجري وأنظمته البالية..!!
قبل الطبع
تجربة واحدة تساوي مليون نصيحة وكتاب!!