سمر المقرن
ما تعرّض له الشبّان السعوديين الستة في مطار صبيحة الواقع بالجزء الآسيوي من أسطنبول، هو «إهانة» بكل ما تعنيه هذه الكلمة. التفاصيل التي ذكروها هؤلاء الشباب والتي نُشرت في صحيفة «عكاظ» الأسبوع الفائت موجعة للغاية، لم تؤلمهم وحدهم، بل هي تؤلم كل سعودية وسعودي لو استشعر كمية الإهانة التي وجهت لهم، وهم بالتأكيد ليسوا المقصودين بل المقصود نحن جميعاً.
في الحقيقة ما زلت أستغرب من الأعداد الخليجية الكبيرة التي تتوافد على تركيا للسياحة أو العلاج وخصوصاً زراعة الشعر، في ظل النوعية السياحية والعلاجية الرديئة، بالإضافة إلى النظرة الدونية التي يرمقها الأتراك للعرب لهذه النظرة جذور تاريخية معروفة، أضف التعامل السيئ الذي قد يصادف أي عربي سواء في سيارة التاكسي أو في مطعم أو حتى في السوق الذي يتعمّد رفع الأسعار والنظر إلى السائح العربي كماكينة أموال مُتحركة.
زرت تركيا وشاهدت بنفسي المطاعم التي يتوافد عليها السياح ووجدتها تتمتع بالحد الأدنى من مقاييس النظافة، كما تنتشر في تركيا رائحة الأجساد «العفنة» فكيف سأتقبل أن أتناول طعاما وإن كان مميزا ولذيذا من نادل يحمله برائحة تقلب الكبد وتسد النفس؟!
أيضاً لاحظت أن سائقي التاكسي لا يحترمون السائح، وكثير منهم لا يتعامل بالعداد، بمعنى أنه سينصب عليك من باب (مجبراً أخاك لا بطل) وهذا يؤكد على نظرتهم الدونية تجاهنا، فلو كان هناك ذرة احترام لما تعاملوا معنا بهذه الطريقة!
كما أن الناس الذين ذهبوا إلى هناك أسراباً للبحث عن شعر جميل بسعر زهيد، لو تركوا (الصلعة) كما هي لكان أفضل لهم، فما لا حظته بنفسي أن من يقوم بزراعة الشعر في تركيا يفرح بشكله أول سنتين ثم ينقلب شكل الشعر إلى منظر قبيح يشبه (الباروكة) وقد سبق أن تحدثت مع أحد الأطباء السعوديين المتخصصين في زراعة الشعر، وذكر لي أن مئات الناس ممن خاضوا هذه التجربة في تركيا عادوا للعيادات السعودية بحثاً عن وسيلة إنقاذ لأشكالهم التي تشوهت بعد الزراعة.
الأهم من هذا كلّه، أن السياحة تحتاج إلى تخطيط وفكر، الطريقة العشوائية لقضاء إجازة للعائلات الخليجية لا تعتمد على التخطيط والبحث إنما تعتمد على التقليد، لذا أنصح مع بداية هذه الإجازة السائح الخليجي -تحديداً- بالبحث عن إجازة في بلد تقدم له نوعية سياحية مميزة.. إجازة سعيدة.