سامى اليوسف
لم يعد كرسي الرئاسة في الأندية السعودية مغرياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة والتي تمر بالعالم أجمع، وكذلك بسبب «غول» الديون المتراكمة التي خلّفتها الفوضى وسوء الإدارة وغياب الاحترافية والشفافية المالية، وتطبيق احتراف أقرب في واقعه ونتائجه للانحراف جرّ تضخماً في عقود برع السماسرة في إفسادها، وغياب المتابعة والرقابة من إدارات متعاقبة للمرجعية الرياضية، بالإضافة إلى البيئة التي صارت توسم بالطاردة لغياب المهنية في إدارة اتحاد الكرة ولجانه والأندية من جهة، وحضور إعلام متسلط تولى زمامه أشخاص لا علاقة لهم في الأصل بالصحافة جعلوا منها والفضاء مرتعاً للخصومة والشخصنة والحروب الخفية.
الرائد هذا النادي العريق ( أول نادٍ تأسس في منطقة القصيم، 1954)، يمر في أسوأ أوضاعه الإدارية والفنية، وهذه الأوضاع لا تغري أي رجل مال أو أعمال بالترشح لرئاسته، فالديون نحو 10 ملايين أو تزيد، والفريق الكروي «واجهة النادي» بلا مدرب أو لاعبين، ومستقبل الألعاب غامض!
لكن رجل الأعمال عبد العزيز التويجري وهو الإداري الخبير، والمتسلح بالتجربة وروح التحدي، والعلم «تخصص تسويق»، يأبى إلا أن يقبل المهمة بتحدّي وعزيمة الرجال المخلصين من أجل «كيان» قدم له شخصياً، ولأبناء المنطقة ، ورياضة الوطن الكثير.
عودة التويجري أسعدتني، ومثلي كثير من الرائديين الأنقياء، وهي مهمة في هذا التوقيت للرائد، واعتبرها بمثابة المكسب ليس لمستقبل «الرائد الجديد» فحسب، بل للإدارة الرياضية السعودية لصفاته التي ذكرتها آنفاً، ولكن التحدي هذه المرة أصعب من المرات السابقة، فالملفات شائكة، والحلول تصعب في درجتها إلى مشارف خط الاستحالة، وقبل التحرك عليه أن يختار الرجال المحاربين معه بدقة وعناية، ثم يكتسب الصفة الرسمية من المرجعية الرياضية لتسهل تحركات إدارته، وتصطبغ بالرسمية، ثم عليه ترتيب أولوياته:
* تأسيس مكتب تنفيذي نخبوي غالي الثمن في عضويته يضم رجال مال وفكر قادرين على رسم خارطة الطريق ووضع الحلول وتذليل الصعاب.
* حلحلة الديون.
* فلترة أجواء الرائد سواء على الصعيدين الشرفي أو الإعلامي ، فالمرحلة المقبلة يجب أن تُرسم معالمها بفكر مفتوح على الآخر قائم على الاحترام بعيدًا عن تبادل الاتهامات والتناحر.
* اعتماد عمل اللجنة الفنية للتشاور والمشاركة في اختيار اللاعبين وهنا يجب أن لا يبتعد اسم عبد العزيز المسلم وبعض اللاعبين والإداريين القدامى ذوي الفكر المتطور البعيد عن العقد عن عضويتها.
* التسارع في خطوات التعاقد مع المدرب للاختيار النهائي قبيل التعاقدات مع الأجانب والمحليين وفق خانات محددة.
* الإعلان عن وجهة المعسكر الإعدادي.
* تطوير آلية العمل في النادي في مجالات: التسويق، الاستثمار، الإعلام.
* فتح قنوات التواصل الحقيقية مع الجمهور، فالنادي لن تقوم له قائمة بعيداً عن جماهيره الوفية، وتقديرهم، والاستماع إليهم.
هذه الأولويات هي في الواقع تجسِّد الملفات التي تتراكم على طاولة رئيس الرائد، وتأخير النظر فيها يعيق أي تقدم، ولكن النظر وحده لا يكفي ، وتحرك الرئيس لا يكفي ما لم يتعاون، ويلتف جميع الرائديين على مختلف فئاتهم، ومستوياتهم حول ناديهم ممثلاً بإدارة التويجري بقلوب صافية، وعقول مفتوحة على المستقبل بتفاؤل، وأيادٍ ممتدة دافئة بمشاعر الحب وعشق «الرائد الجديد «، ومصلحته.
أخيـرًا ،،،
«البعض سيفعل أي شيء من أجل النجاح، ولكن البطل يبقى دوماً وفياً لنفسه وقيمه ومبادئه»