د.عبدالعزيز الجار الله
توجّه برنامج 2020 وإستراتيجية 2030 إلى التنمية الشاملة وفتح مناطق استثمارية جديدة مع موارد بشرية جديدة، فالتنمية الحضارية الأولى والتعليمية الجامعية تركّزت على مدن محددة: مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، الظهران، جدة. أسست بها الجامعات الأم، من منتصف الخمسينيات الميلادية السبعينيات الهجرية، جاءت على النحو التالي:
جامعة أم القرى، مقرها مكة المكرمة.
الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.
جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض.
جامعة الملك سعود، الرياض.
جامعة الملك عبدالعزيز، جدة.
جامعة الملك فهد, الظهران.
جامعة الملك فيصل، الهفوف (الأحساء).
أي أن التنمية الجامعية بدأت في وقت مبكر وتركزت في (4) مناطق، و(6) مدن فقط وبعدها جامعة الملك خالد في أبها عسير واستمرت حتى نهاية الألفين وبدأ ظهور جامعات في عواصم المناطق الباقية - 8 مناطق - وفي 2009 م ظهرت جامعات المحافظات: المجمعة، الخرج، شقراء، وتلاها عام 2014 - 1435هـ جامعات: حفر الباطن، بيشة، جدة. إذن هناك حوالي (60) سنة بين تأسيس أول جامعة في مدينة الرياض، وآخر جامعة في المحافظات، وإن كان الأمر طبيعياً ضمن التطور العام للتعليم الجامعي إلا أن جامعات المناطق التي تشكل المحور الثاني في التنمية العامة بالمملكة تحتاج المزيد من الدعم المالي والأكاديمي من أعضاء هيئة تدريس وقدرات إدارية تمتلك الخبرات، والبرامج التطويرية، فقد حظيت الجامعات السبع الأولى بالدعم الكامل على مدى العديد من الميزانيات والأموال الفائضة من عوائد النفط خلال الدورتين الاقتصاديتين منتصف السبعينات وطفرة 2005م.
حصلت الجامعات السبع في مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية على البنية التحتية المتينة والاستثمارات والأوقاف والشراكات ودعم الدولة الطويل والمكثّف، لذا فإن جامعات المحور الثاني في مناطق المملكة: القصيم، عسير، تبوك، حائل، الحدود الشمالية، جازان، نجران، الباحة، الجوف، وجامعات المحافظات، المجمعة، شقراء، الخرج، حفر الباطن، بيشة. تحتاج إلى توجه مالي وأكاديمي ضمن خطط برنامج 2020 وإستراتيجية 2030 وهنا يتحقق مفهوم التنمية المستدامة والشاملة والعادلة بين المناطق والمحافظات. تحتاج التعجيل في البنية التحتية وأولويات المشروعات والتوسع في نشر التعليم الجامعي في مقر الجامعات الناشئة.