عبد الله باخشوين
خلاص عرفنا السكة.. أول ما نعوز حاجة ننزل ((ساحة التحرير)).. هكذا عبر أحمد فؤاد نجم الشاعر المصري الشعبي الكبير.. عن الأحداث التي تمت في عهد الرئيس حسني مبارك كثورة شعبية كاسحة.
ونجم تعلم تبني هذا المعنى الثوري لـ((ساحة التحرير)) من ابنته ((عزة)) التي كانت عنصراً فاعلاً في حركة شباب مصر الذي أشعل شرارة الثورة وقاد كل مفاصلها.
والحقيقة أن ما حدث في ((الربيع العربي)) تمثل في القضاء نهائياً على عائلات عدة متشرذمة احتلت مقدرات السلطة.. وأرادت أن تؤسس لنفسها ((ممالك)) خاصة تشبه تلك التي أسسها ((رضا بهلوي)) وانفلات كل الأمور على يد غوغاء ثورة ((الخميني)). فقبل وبعد ((ساحة التحرير)) تحددت مصائر عائلات كل من صدام حسين .. وحسني مبارك .. ومعمر القذافي.. وعلي عبدالله صالح .. وحافظ الأسد .. وانهارت ممالكها قبل أن يتم تأسيسها .. وأفلت من يدها كل زمام الأمور في ظل هيمنة الحكم الفردي وغياب مؤسسات الدولة التي تفككت بين عشية وضحاها.. ولم تنج من هذه المحنة سوى جمهورية مصر العربية التي كانت تملك مؤسسات حيوية قوية نأت بنفسها عن الدخول في صراعات مختلف تيارات الشارع المصري .. أهمها الجيش والقضاء.
-((عرفنا سكة ساحة التحرير))
هذه العبارة التي أراد بها نجم أن يختزل مقاومة الخيانة لمقدرات الشعب المصري .. والتلاعب بمصائر الأجيال الجديدة التي أشعلت الثورة وقادتها من هناك .. كأنما هو يشير إلى أن الشعب المصري وجد ((المفتاح السحري)) أو وجد ((المصباح)) الذي ينير الطريق المظلم وفي ضوء يمكن للشعب المصري أن يرى ما غمض من الدرب قبل أن يتم تضليله بالكامل .. ليكون ((التجمع - والتجمهر)) هو الرأي الشعبي الوحيد القادر على الاكتساح وإزالة كل خطوط وخيوط التآمر والفساد.
هذا يعني - بالضرورة - القول والتأكيد أن شعب المملكة هو شعب محظوظ بإيمانه وتوازنه وعدم تطرفه في فهم طبيعته وطبيعة مقدراته كشعب يكتسب قيمته من وحدته التاريخية التي يؤكدها ويقوى متانتها في مواجهة الإرهاب والتطرف والطموحات الحمقاء.
مما يعني أن ((المصباح)) الذي ينير طريق أحلامنا كشعب ناهض ومحب للحياة.. ما زال يخطو باندفاع وهمة للالتحام بنهضة الحضارة الإنسانية .. هذا ((المصباح)) يحمله سلمان بن عبدالعزيز ويرفعه عالياً لينير الطريق كل الطريق للقاصي والداني من أبناء شعب المملكة العربية السعودية بوعد النماء والرخاء.
يحمل ((مصباح)) الأمن والاستقرار ووعد المستقبل المشرق ..في عالم يصطخب من حوله بالأزمات والتحديات الكبيرة التي لم يسبق أن واجه مثلها أحد ملوك المملكة العربية السعودية.
هذه التحديات التي لا يمكن مواجهتها والانتصار عليها إلا بالشباب الواعي الذي يدرك مخاطرها ويملك الإرادة والرجال الذين هم كتلة من الإخلاص والتفاني الذي يجعلهم قادرين على إزالة كل العقبات التي تحول دون إنجاح مهمات الشباب في النهوض بهذا البلد العظيم الذي ينيره ((مصباح)) دائم النور اسمه سلمان بن عبدالعزيز.