إبراهيم عبدالله العمار
للبشر صفات مشتركة كثيرة. هناك أيضاً اختلافات. لكن هل تصل الاختلافات بين الناس إلى أن يتوقف بعض البشر عن كونهم بشراً ويتحولون لشيء آخر.. شيء أقل من مستوى الإنس؟
هذا السؤال الذي أفكر فيه كلما قرأت أخبار بعض الأمم السابقة التي اشتهرت بصفات غريبة ومقززة.. صفات يطغى عليها الهمجية والعنف بشكل ينقلهم من خانة «إنسان» إلى خانة أقل بكثير.
لنا نحن المسلمين تاريخ مع بعض هؤلاء، وأظنك عرفت عمّن أتكلم: التتار. هذه هي الأمة التي أبادت من المسلمين أعداداً ضخمة قبل 7 قرون، ودمّرت الخلافة العباسية، وتوسعوا توسعاً سريعاً هائلاً بدءاً من زعيمهم جنكيز خان ومروراً بحفيده هولاكو والذي سقطت بغداد على يده.
إذا قرأتَ وصف المؤرخين للتتار (والذين يُسمون أيضاً المغول) وجدت أن عاداتهم همجية، ليس فقط في إراقة الدماء، بل حتى التصرفات اليومية العادية، فيذكر د. علي الصلابي في كتابه «المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار» بعض صفاتهم التي نقلها المؤرخون، منها قذارتهم، فكانوا يكرهون الاستحمام، وحرّموا غسل الأيدي والثياب في المياه الجارية، ولهذا كانوا يلبسون الثوب من الفرو والجلد ولا يغيرونه حتى يهترئ ويبلى، ومن خالف ذلك عقوبته القتل، وكان جنود التتار إذا مروا على قوم وجدوا رائحة بشعة من ملابسهم السوداء المتسخة. أيضاً حظروا على المسلمين ذبح الحيوانات بالطريقة الشرعية، وطريقتهم الوحشية هي أن يشقوا بطن الحيوان وهو حي ثم يمدون أيديهم إلى جوفه فإذا وصلوا للقلب نزعوه. أهؤلاء بشر؟
أمة أخرى مغولية الأصل هي أمة الهونيين التي صنعت الدمار في أوروبا وأخافت أقوى دولة في العالم (الإمبراطورية الرومانية)، وكما هناك في تاريخنا جنكيز وهولاكو فلدى الأوروبيين مضرب مَثَل في التدمير والهمجية وهو أتيلا زعيم الهونيين، وكانوا في صفاتهم يشبهون التتار، فكانوا لا يغيّرون اللباس حتى يهترئ ويسقط من نفسه، حينها يتخذ الشخص لباساً جديداً، وملابسهم يصنعونها من شعر الفئران، وكانوا كلهم هكذا حتى زعيمهم. كانوا يتنقلون باستمرار، وينامون في العراء بلا مساكن، لأن حياتهم قامت على الغزو والتنقل. ومثل التتار فهم يعيشون على اللحم، لا يطبخونه بل يأكلونه نيئاً، وطريقتهم في تطريته أن يلصق أحدهم قطعة اللحم بين ساقيه وينساها فترة إلى أن تلين من حرارة الجسم، وأحياناً يلصقونها ببطون خيولهم!
أستغرب من مثل هذه الأمم، ودائماً يَظهر سؤال في بالي كلما قرأت عنهم: هل هؤلاء بشر؟