جاسر عبدالعزيز الجاسر
أن يقدم شقيقان توأم على قتل والدتهما ومحاولة قتل أبيهما وشقيقهما طعناً وضرباً بالسواطير والسكاكين في اليوم العشرين من رمضان الكريم، فهذا يمثل أقسى درجات التوحش والعقوق والبعد عن كل شيء، عن أخلاق الإسلام وعن السلوك الإنساني السوي، فكيف تسول لإنسان نفسه بضرب والدته وأبيه بالساطور وطعنهما بالسكاكين ومطاردة شقيقه لقتله.
أين مزاعم هؤلاء الذين يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام والمسلمين وهم ينتهكون مبادىء الإسلام، هل الإسلام يسمح لمثل هؤلاء الجناة المجرمين بقتل أمهاتهم وآباؤهم وإخوانهم؟.. والقرآن الكريم حث بل ألزم كل مسلم بأن يبر بوالدته ووالده.
وفي صدر الإسلام الأول كان المسلمون الأوائل يعاملوا آباءهم وأمهاتهم (المشركين منهم) بالحسنة وكانوا يلبون ما يطلبون منهم سوى الشرك بالله.
أين هؤلاء من أخلاق الإسلام والمسلمين، هل لديهم إسلام آخر لا نعرفه؟.. وهل خليفتهم المزعوم يطلب منهم الانتقام من عوائلهم؟.. فقد تزايدت جرائم قتل الأقارب وخاصة الآباء والأمهات والإخوان وأبناء العم والجيران والأصدقاء وجميعهم من المسلمين.
ما هذا التوحش والإجرام من هذه الفئة الضالة التي تدعي الانتماء للإسلام والمسلمين وأفرادها متخصصون في تنفيذ الأعمال الإرهابية الإجرامية في أوساط المسلمين؟.. يقتنصون عوائلهم ويفجرون المساجد ويستهدفون التجمعات الإسلامية بالأحزمة الناسفة.
من أين قدمت لنا هذه الثقافة الإرهابية الإجرامية المتوحشة التي أخذت تتسع في بلاد المسلمين، فمثل هذه الجرائم منتشرة في أكثر من بلد إسلامي.. أخ يقتل أخاه، وابن ينتقم من والده ووالدته، ولا أعرف كيف تطاوع يد هذا الآثم نفسه ويهوي بالساطور على والدته المسنة!!.. هذا جزاء الأشهر التي حملته في بطنها، ثم سنتي الرضاعة، وبعدها الانهماك في تربيته هي ووالده؟.. ما هذا الفحش والإجرام؟.. إن الحيوانات لتأبى أن تفعل هذا الفعل، فالحيوانات تحنو على بعضها البعض وتحميها من أي اعتداء عليها، وبنو داعش يقتلون أمهاتهم وآباءهم.. فبئس القوم الظالمون المجرمون الذين يثبتون كل يوم أنهم ليسوا من الإسلام والمسلمين، وأنهم من ملة أخرى لا تعرف الرحمة ولا تتصف بأخلاق المسلمين.