عبد الاله بن سعود السعدون
الشعب العربي الأردني الشقيق تحمل الكثير من المهام والواجبات القومية الكبيرة منذ عهد المؤسس الأول الملك الشريف عبدالله بن الحسين - طيب الله ثراه - وولي عهده الحسين بن طلال - أسكنه الله جناته - بتنظيم أسس الدولة الحديثة والتي اعتمدت على رجال دولة من الطراز الفريد بالأخلاص للوطن، واستلم الملك عبدالله الثاني راية الأمانة لتكملة المسيرة الهاشمية لعهد جديد يتميز بطموح وإخلاص الشباب، وليصل بسفينة الأردن الشقيق إلى شاطئ الأمن والأمان والرفاه بإذن الله.
وقد استهدف الإرهاب الساحة الأردنية منذ بداية التسعينات بظهور ما يسمى «بجيش محمد».
ورافقه بفترة وجيزة تنظيم جديد أطلق عليه مسمى «النفير» ونسبوه إلى الإسلام زوراً وبهتاً، والذي تبنى العمل بتأسيس دولة له وتفجيرات استهدفت مراكز أجنبية داخل عمان، وتم تفكيك هذه التنظيمات الإرهابية بعون من الله سبحانه وبيقظة ومتابعة المنظومة الأمنية الأردنية وتم إفشال مخططاتهم الإجرامية وقدِّموا للقضاء واستحقوا الجزاء العادل لما اقترفوه من جرائم ضد الشعب الأردني الآمن، إلا أن القلب الرحيم الذي كان يتميز به الملك الراحل الحسين - رحمه الله - شملهم بالعفو والتسامح وتم إطلاق سراحهم.
ومنذ ذلك العهد برزت أسماء ومسميات وأسماء إرهابية جديدة من المجاميع التي عادت من حرب أفغانستان وأطلق عليهم بالأفغان الأردنيين، ومنهم الزرقاوي والمقدسي وغيرهما العديد ممن يحمل الأفكار الإرهابية المتطرفة، ومعها سجلت ولادة القاعدة الإرهابية بشهادات وفاة شهداء الأربعاء الأسود عام 2005 م بتنفيذ ثلاث عمليات إجرامية جبانة على ثلاثة فنادق داخل عمان بتفجيرها بأحزمة ناسفة، وأسفرت باغتيال 57 شهيداً وإصابة المئات وتبني الزرقاوي والقاعدة لهذه الجريمة النكراء والتي مما يزيدها ألماً واستنكاراً لجرمها باستهدافها لحفل زفاف محاط بمزايا الفرح والسعادة مقام بأحد الفنادق الثلاث مسرح الجريمة، وبإرادة الله سبحانه تم نجاة العروسين وسقوط ضحايا وقتلى أكثر من خمسة عشر شهيداً بريئاً ومئات الجرحى، وانقلب الفرح إلى مأساة حزينة تذكرنا بفقيد الرسالة مصطفى العقاد وشخصيات أردنية عزيزة افتقدهم الشعب والوطن.
وشكلت جريمة الهجوم الإجرامي الأسبوع الماضي على موقع عسكري متقدم، في منطقة الركبان لرعاية وأمن اللاجئين السورين، وراح ضحيته عدد من شهداء الواجب من منتسبي القوات المسلحة الأردنية، وتبنت هذا العمل الإجرامي منظمة داعش الإرهابية بكل خسة وجبن. ويشكل هذا العمل الإجرامي حلقة دنيئة لمجمل أعمالها المسيئة للإسلام ومبادئه النبيلة والبعيدة عن روح الدين والإنسانية وجريمة جديدة لسلسلة إرهابهم المنبوذ، وقد قوبل هذا الاعتداء الإجرامي باستنكار واستهجان المجتمع العربي والدولي مع التأييد الكامل لكل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها حكومة المملكة الأردنية الهاشمية لمحاربة الإرهاب وحفظ أمن حدودها من تسلل مجاميعه الإجرامية.
المجتمع العربي والدولي مدعو لمساندة المملكة الأردنية الهاشمية سياسياً واقتصادياً بتقديم المساعدات الإعاشية الكافية لإغاثة الآلاف من المهاجرين اللاجئين العرب على أرضها، وهي دعوة إنسانية لأهلنا في الوطن العربي بمد يد العون والمساندة لأفواج أشقائهم المهاجرين واللاجئين في المخيمات المنتشرة على الأرض الأردنية ومشاركة المملكة الأردنية الهاشمية في تحمل العبئ الثقيل في إعاشتهم وتخفيف ما يلاقونه من ذل وعوز الهجرة والبعد عن أرض الوطن وملاحقة الموت لهم بآليات الطائفية والإرهاب وقسوة الطبيعة على أملهم بالعودة إلى أوطانهم المحترقة.
وتنتصر وحدة وتلاحم الشعب العربي الأردني مع قيادته المخلصة الساهرة على أمنه وأمانه على كل أشكال الإرهاب والقدرة على تفكيك كل التنظيمات الإرهابية الإجرامية وطردها من أرض الوطن العربي الأردني العزيز على كل عربي ومسلم.