عبدالله العجلان
حينما أقرأ أو أسمع كلام الكثير من الإعلاميين الرياضيين وهم يدافعون ويتدخلون ويتحدثون ويشجبون ويستنكرون ويتهمون باسم أندية ينتمون إليها يتأكد لي أن معظم إعلامنا الرياضي لم يعد متعصبًا للأندية فحسب بل بلغ حد أنه أصبح وصيًّا عليها، يهدد إداراتها، يريد أن يتحكم بها وبقراراتها، والويل لها إن لم تنفذ رأيه، وبخاصة في الأمور الفنية فيما يتعلق بالاختيارات والتعاقدات مع المدربين واللاعبين..!
كنا نطالب بعدم تدخل الإدارات في عمل المدربين، وإذا بآفة التدخل تأتي من إعلاميين يفرضون تشكيلة الفريق ومن يلعب أساسيًّا واحتياطيًّا، ويقررون بقاء أو إلغاء عقد المدرب.. وتطور أمرهم إلى تقرير مصير رئيس النادي متى يستمر ومتى يستقيل؟! مقالاتهم ضد جهات ومؤسسات أخرى أشبه بالبيانات الصادرة من الأندية، بل هي أسوأ في لغتها ومضامينها وحدة مفرداتها واعتباطية اتهاماتها.. المضحك أنها غالبًا ما تتعارض مع فكر وتوجه ورغبة النادي. فعلى سبيل المثال، هناك إعلاميون احتجوا ونددوا وشككوا بقرعة الدوري التي أُجريت مؤخرًا، بينما لم يصدر من الأندية المعنية أي تصريح أو تلميح يدل على تذمرها وعدم موافقتها على نتائج القرعة. وقس على ذلك ما يقال ضد الحكام بشكل سافر بعد هذه المباراة أو تلك في وقت التزمت فيه إدارة النادي الصمت..!
تخيلوا.. كاتب رياضي يحذر الإعلاميين الرياضيين الذين لا يشاركونه الميول من مناقشة أوضاع ناديه، ويقولها بصريح العبارة: (خلوكم في أنديتكم واتركوا نادينا لنا). وآخر يهاجم اتحاد الكرة لاختياره طارق كيال مشرفًا على المنتخب الأول، ويرى أن في هذا القرار إضرارًا واستهدافًا للأهلي، وكأن اتحاد الكرة اتخذ القرار دون أن يحصل أولاً على موافقة كيال وربما النادي الأهلي! وثالث يطلب من النادي مقاطعة صحيفة أو قناة لمجرد أنها وجهت نقدًا لكابتن الفريق. ورابع يصف إدارة النادي بالضعيفة؛ لأنها لم تصدر بيانًا يندد بلجنة الانضباط. وخامس يصف رئيس لجنة الاحتراف بالمتآمر على ناديه..
مثل هؤلاء هم من يعرقلون ويربكون أنديتهم، ويزرعون الاحتقان والفوضى في مدرجاتها، وينشرون ثقافة العدائية والكراهية ونظرية المظلومية والمؤامرة؛ لذلك أنا على يقين بأن أنديتهم مستاءة منهم، ولا تثق بهم؛ لأنهم في الأساس لم يحترموا مهنتهم، وخانوا أمانتهم الصحفية، وتلاعبوا بمسؤولياتهم وواجباتهم الإعلامية ومصلحة الوسائل الإعلامية التي ينتمون إليها، ويحملون الصفة الإعلامية من خلالها.
لأنه الطائي.. الوفاء طبعه
كانت خطوة رائعة ومبادرة جميلة تلك التي أقامتها إدارة الطائي مساء يوم الخميس الماضي تحت شعار (ليلة الوفاء الحتماوية)، اجتمعت فيها أجيال طائية متعددة ومتنوعة، هي من شكلت على مدى العقود الماضية تاريخه الحافل بالإنجازات، وأيضًا بالمحطات الصعبة وما شهدته من تضحيات ومواقف عطاء وكفاح وبذل من الكثيرين من أبنائه.
ليلة الوفاء الحتماوية كانت بمنزلة بطاقات حب وشكر واعتزاز لكل من شارك في بناء هذا الكيان ماديًّا ومعنويًّا وإداريًّا وفنيًّا، وكل من صنع له اسمًا، سواء كان عضو شرف أو إداريًّا أو لاعبًا أو مدربًا أو مشجعًا، وكل من غرس فيه زرعًا طيبًا. كما أن مجرد التفكير بإقامتها يعد عملاً جبارًا، تُشكر عليه إدارة الطائي وجميع من ساهم في إنجازه في وقت قياسي. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الهفوات وكذلك التقصير في بعض فقراته وطريقة اختيار المكرمين هذه مجتمعة لا تلغي نجاحه، ولا تقلل من مجهود من قاموا بتنفيذه، وقبل ذلك الإعداد له في غضون أيام معدودة، وأخص بذلك الكابتن الكبير الخبير فرج الطلال الذي تحامل على نفسه ومرضه، والإداري الحيوي النشط علي الضبعان والكابتن الخلوق والنجم المعروف زبن الصادر، وقبل هؤلاء رئيس النادي المبادر المتفاعل اللواء متقاعد عبدالله العديلي.
أنديتنا المسكونة بصخب الملاسنات والصراعات في داخلها وبين منسوبيها ومع الآخرين، والمهمومة بالأزمات المالية والإدارية الموجعة، تحتاج لمثل هذه الخطوة الإنسانية لالتقاط أنفاسها، ولبث روح عطاء جديدة مختلفة، ومحفزة لفعل الخير، وتكريس مبدأ التكاتف والمحبة، وبخاصة في هذا الشهر الفضيل الكريم. والطائيون بمبادرتهم هذه وجهوا رسالة لبقية الأندية لإقامة مناسبات وفاء واحتفاء مماثلة لرجالاتهم، ولإعطائهم القليل من حقوق رد الجميل لهم. شكرًا للطائيين على كرمهم، شكرًا للأسطورة محمد الدعيع الذي كان لحضوره وهج خاص وملمح وفاء ليس مستغربًا منه.