تعذَّرتْ مشاعري عن السفرِ إلاَّ إليك
وامتنعَ قلبي من البعدِ إلاَّ نحوك، وتعسَّرَ بصري من النظرِ إلاَّ فيك.
وطني وأنت معي
ما أراني إلاَّ عبرتَ كل أرض، وحلَّقتَ فوق كلِّ سماء، وخُضت مغامرات كل بحر، فاكتفيتُ بك، وتشبَّعتُ منك، واغتنيتُ بك.
وطني وأنتَ معي
افعلْ ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من المُخلصين المناضلين دون حياضك المرابطين على حدودك.
وأنت معي
صلْ من شئت، واقطع من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت (فإني معك)
وأنت معي
لن تُنْقضَ صحيفة، ولن يُستنفرَ هجرٌ، ولن يمثَّل بحبٍّ، ولن يُتخلَّفَ عن لقاءٍ، ولن يؤنَّفَ عن غلا
وأنت معي
سأعطيكَ الجزيةَ عن يد، وسأُبايعك تحت العلم للأبد، وسأبني لكَ خندقاً يحميك من كل وغد.
وأنت معي
ستتكسرُ في يدي لأجلك تسعة أسياف لن يبقَ منها إلاَّ تضحيةً أبديَّة، ووفاءً سرمدي
وسأبايعك على الموت، وأحمي ظهرك، وأنسحبُ بك عن الجموع المعادية كراراً وليس فراراً حتى يوافيك النصر
وسأعبر لأجلك النهر؛ فلا أشربُ إلاَّ غرفة بيدك
فأثبتُ معك وأنتصر بك
وطني وأنت معي
رضيت بك قسماً وحظاً ومغنماً.
**
- بدر المسحل