أجد من وجهة نظر شخصية بأن تفعيل مبادرة للاستعانة بكبار السن من المواطنين (أصحاب الخبرة العامة) أمرٌ في غاية الأهمية للإدلاء بما لديهم من معلومات عن جميع مواقع الأودية والشعاب التي تخترق بعض المدن والمحافظات والمراكز سابقاً وحالياً، وتحديد مواقع بدايتها ونهايتها ويتم حفظ معلوماتهم للرجوع إليها والاستعانة بها عند الحاجة، إضافة إلى ما يتم عمله هندسياً وطبوغرافياً من قبل الجهات المختصة، وعلى ضوء تلك المعلومات، ودرءاً لمخاطر تصريف السيول التي تظهر بين الحين والآخر في بعض الأحياء السكنية والمخططات، ولذلك من وجهة نظري يجب أن تبقى بطون الأودية، والشعاب مكشوفة، ويتم ربطها مع بعض، وتحمى من الجوانب بسياج أسمنتي أو حديدي، أما نقطة نهايتها يجب أن تصب في أقرب الأودية الكبار، أو إن تعذر ذلك يكون المصب في موقع آمن من الناحية الصحية ولا يعيق التمدد العمراني، بدلاً من طرق التصريف السابقة التي عبر قنوات مغلقة قد يستغلها بعض ضعفاء النفوس للاستعمال السيىء، ولكي تكون تلك المواقع جميلة وفيها منافع عدة من المجدي أن يكون بجوانبها مضامير للمشي، ومسطحات خضراء، ونخيل، وجلسات مزودة بالخدمات، وإذا دعت الحاجة إلى إنشاء مشاريع حكومية أو أهلية بما فيها الطرق والشوارع بالقرب من تلك الأودية فهذا جميل ونور على نور، ولكن الأفضل أن يكون ذلك على أراضٍ مرتفعة جداً، وأن يتم توصيل جميع الخدمات الضرورية إليها مثل (الماء، والكهرباء، والغاز، والهاتف، والصرف الصحي أكرم الله الجميع)، أما تصريف السيول فيتم تحويله إلى الأودية المشار إليها أعلاه، وهذا بحد ذاته سوف يوفر على الدولة الكثير من الأعباء، أما الإسفلت يجب أن لا يتم إلا بعد تمديد جميع الخدمات المذكورة عبر قنوات أرضية بما فيها مايخص المرور، وذلك لكي لايتم حفر أي شارع أو طريق بعد سفلتته مثل ماهو متبع أحياناً، أما الطرق والشوارع يجب أن لاتكون شبيهة بشوارعنا الحالية حيث إنها لا تتقبل زيادة مسارات لمواكبة ماتشهده المدن والمحافظات من كثرة النمو السكاني، والحركة المرورية التي لاتزال مشاكلها تتكرر مثل مشاكل السيول، واعتماد المخططات المنخفضة، وشبكات الكهرباء الهوائية، وعدم إنارة مداخل المدينة، وتدنّي خدمة الاتصالات الهاتفية في الجهة الشمالية من المدينة التي يجب أن تكون عبر الأقمار، وكذلك معاناة الكثير من المصلين لسبب عدم وجود مواقف كافية عند الجوامع وقد يكون الحل الريع السماح بكثرة الجوامع الكبيرة وخدماتها المساندة.
ختاماً، بما أن الوطن للجميع فإنه يجب علينا جميعاً أن نحتسب ونوثق جميع الملاحظات التي نشاهدها في شوارع مدننا ومحافظاتنا، ونرفعها إلى جهة الاختصاص، وبذلك ستتحقق سعادة كل من يسكن الوطن وهذا بحد ذاته هدف حكومتنا الرشيدة.