الغيبة ومجالسة المغتابين
* ما توجيهكم لمن يجلسون في مجالس يتسامرون على الغيبة؟ وهل تجوز مجالستهم؟
- لا تجوز مجالستهم؛ لأن الغيبة محرّمة بالكتاب والسنة وإجماع أهل العلم، فلا يجوز الاجتماع على محرَّم، ولحوم المسلمين حفرةٌ من حفر النار كما قال أهل العلم، والغيبة شأنها عظيم، وأشد منها النميمة، لكن الغيبة مُثِّلَتْ في القرآن وشُبِّهَتْ بأمر بشع {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} (الحجرات: 12) فأكل لحوم الناس من هذا الباب، وهي محرَّمة بالاتفاق، ولا يجوز الاجتماع عليها، ولا كتابتها وتداولها بالوسائل المختلفة، والكتابة أشد؛ لأنها تبقى، ولكن مَن حضر مِن أجل أن يُنكِر، وأن يَدفع عن عرضِ أخيه فلا شك أنه مُثاب.
***
تعبير الرؤيا إذا تكررت
* سائلة تقول: يتكرر علي حلمٌ كثيرًا، ولا أُحب أن أُفسِّر الأحلام، لكنه تكرر علي كثيرًا، فهل أسأل عنه أم أتركه؟
- هذا الحلم إن كان خيرًا فهو رؤيا، فاسألي عنه، ولا مانع من ذلك، وإن تركتيه فلا بأس، الأمر لا يعدوكِ.
وأما إن كان غير ذلك، فانفثي عن شمالك ثلاثًا، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وغيِّري وضعك في الفراش، ولا تُخبري به أحدًا، فإنه حينئذٍ لا يضرك -إن شاء الله تعالى.
***
قطع الشجر
* قطع الشجر هل فيه ذنب أم لا؟ وقد سمعتُ واحدًا يقول: (إذا قطعتَ شجرةَ السدرة كأنما قتلتَ ستين نفرًا)، فهل هذا صحيح؟ وهل هو حديث أم لا؟
- قطع الشجر عمومًا لا شك أنه إفساد له، والناس يحتاجون ظله، فقطعه بدون فائدة وبدون حاجة إلى مكانه أو حاجة إلى خشبهِ ليستفاد منه في البناء وفي التدفئة أو غير ذلك لا شك أن هذا نوع من العبث وإتلاف لهذا المال، وأما بالنسبة لشجر السدر فقد جاء في حديث في (سنن أبي داود) الوعيد على من قطع السدر (5239)، ولكنه حديث مضعّف عند عامة أهل العلم، قوّاه بعضهم لكن الأئمة الكبار جلهم على تضعيفه.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-