أكد مركز استطلاعات الرأي أن 71 % من سكان المملكة يجدون صعوبة في إيجاد موقف لمركباتهم في محيط العمل.
استناداً على النسبة السابقة فإننا أمام أزمة حقيقية أطرافها عدة جهات، جهة العمل والموظف من ناحية ووزارة النقل من ناحية أخرى كيف؟
بالنظر إلى حركة السير في مدينة الرياض في وقت الذروة ستجد أن الاختناقات المرورية اليومية التي نشاهدها هو أن معظم الموظفين يستقلون مركباتهم الخاصة ويقضون حوالي ساعتين على الأرجح يومياً في شوارع الرياض وهم في الذهاب والإياب من وإلى مقرات عملهم في وجهة نظري أن هناك عدة مقترحات لحل هذه المشكلة الواقعة سواء في إيجاد المواقف أو للاختناق المروري:
أولاً: إعادة تفعيل العمل عن بعد من قبل (جهة العمل) بحيث تطبق ذلك على موظفيها ليكون نسبة الحضور 60 % بدلاً من 100 % طيلة أيام الأسبوع، وهذا قد يزيد من إنتاجية الموظفين من خلال توفير الوقت المستغرق في التنقّل وأيضاً مما يزيد من الإنتاجية هي نسبة الرضا عند الموظفين، حيث يمكنهم تنظيم وقتهم بشكل أفضل يحقق التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية، كما العمل عند بعد يساهم في تخفيض التكاليف التشغيلية التي تتحمّل أعباءها الشركات وينعكس ذلك بشكل إيجابي على إيراد الشركات.
ثانياً: إيجاد وسيلة نقل تغني الموظف من استخدام مركبته في التنقّل وهذا الحل قامت بتفعيله إحدى الشركات الكبرى في الرياض فلم لا تقوم بقية الشركات والمؤسسات بذات الأمر وبلا شك فإنه يعتبر أحد الحلول المهمة في تقليص عدد المركبات وفي طبيعة الحال فإن الاختناق يزداد عندما يعود الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية فمن الأفضل أن تساعد الجامعات في توفير آليات نقل ترددي للطلاب مثلها مثل الحافلات الخاصة بالفعاليات، حيث يتم توفير مواقف في إحدى الساحات القريبة من موقع الجامعة.
بالمناسبة عندما ننظر إلى تجربة سنغافورة وهي التي تعتبر من الدول الرائدة في مجال إدارة الازحادم المروري نجد أنها قامت بالتحكم في أعداد السيارات أثناء وقت الذروة، حيث إنها تطبق نظاماً يُسمى «منع الدخول بالتقاضي» وذلك بفرض رسوم عالية على قائدي المركبات مما شجع الناس على استخدام وسائل النقل العامة وتنظيم فترات التنقل في المدينة.
في الوقت الحالي ليس بوسع إدارة المرور تطبيق هذه الآلية إلا عند بدء مترو الرياض بالعمل فعلياً ولكن من الممكن أن تطبق الآلية على المركبات الخاصة بالخدمات اللوجستية ذات الأحجام الكبيرة.
إن تجربة سنغافورة الناجحة في إدارة المرور لم تكن لتنجح إلا بعد ما قامت بتحسين وسائل النقل العامة وتطوير شبكات القطارات السريعة وتوفير الحافلات المتطورة، ونحن الآن نترقب انسدال الستار عن رحلات المترو ويبدأ في استقبال الناس بدلاً من اغتياظهم يومياً وهم يشاهدون الرحلات التجريبية وأعينهم تفيض من الدمع. فعندما ننظر إلى ذلك المشروع الضخم بأشكاله الهندسية الرائعة ومساراته ومنحنياته الرهيبة وقاطراته التي تنسل من تلك الأنفاق وتشكل مشهداً رائعاً ينتابنا شعور الحنين والشوق إلى تلك المقصورات ونعتصر ألماً بأنها تسير خالية لا تقل أحداً ونحن عالقون وسط الزحام وأبواق سيارات التي تعزف في كل مكان..