عندما نسير في قافلة الحياة المجتمعية والخوض في معارك الدنيا الأزلية والركض خلف متطلبات العيش الأساسية من أجل البحث عن نجاح يبث فينا روح الأمل وإنجازاً يحلق بنا في فضاء التمكين ونوراً يبث في قلوبنا البهجة والأنس وهدفاً يخلق لنا الفخر بالظفر وفوزاً يزرعُ بداخلنا الأثر, ولكنه قد يتبدل الحال وينعطف الطريق وتتغير ملامح المسار وتتحول واجهة المصير في يوم وليلة وتبدأ الأحلام تتلاشى والخيال يتبخر وتنطلق رحلة الآلام والهموم في دوامة المعاناة والتحديات ويأخذ الشتات دوره والكرب موقعه ثم تأتي نوبات من الكدر والضيق ويكون الإنسان بها محبوساً لأفكار سقيمة تملؤها الضيقة ويسودها اليأس بعد خيبات الأمل المتكررة والعنيفة ويعلن حينها السلام والاستسلام ليغرق في بحر الاكتئاب ويغوص في محيط الانحسار ويثور حينها بركان صاخب ليصنع القيود والأغلال ويغلق جميع الأقفال فيتسلل الحزن قلبه ويشل الأسى حركته فيدخل في دائرة الانكسار والانهزام وبين ستارة هذه ونافذة تلك تهل البشائر وتمطر علينا الغنائم بتأمل قول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وهذا تأكيد رباني بأنه ليس هنالك عسر دائم ولا ضيق مستمر لأن من توكل على الله كفاه ومن سأله أعطاه فعلى المسلم المؤمن بربه ألا ينكسر أو يستسلم وأن يتفكر ويتذكر سور القرآن الكريم ويستمد منها الإلهام والفخر والبحث في السير لإعادة النظر وفتح باب الأمل واليقين التام برزق كبير ووفير من العزيز الكريم سبحانه وتعالى وذلك بالعمل والأخذ بالسبب ولنا في قصة يوسف عليه السلام خير مثال وأكبر برهان.
دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها
ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ
فأدعوك إلى المثابرة والاجتهاد وأخذ خطوة نحو المستقبل بوضع الأهداف المرحلية والابتعاد عن كل المعتقدات السلبية، وعدم الاختباء خلف عباءة الظروف، والعزلة عن المحبطين، والبعد عن التسويف والمماطلة لتحقق بحول الله المراد وتذكر دوماً بأن النتائج المبهرة خلفها قصة عظيمة مليئة بفصول من الكفاح والعقبات فتوكل على السميع البصير وانطلق نحو سماء الطموح لتملأ حياتك إيجابية وتسعد بلذة الاجتياز وتصعد لمنصات الامتياز. اللهم غيّر أحوالنا لما تحب وترضى وقدر لنا الخير كله آجله وعاجله اللهم إنا نسألك حياة يتجلى فيها لطفك، ويتسع لنا فيها رزقك اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك، راضين بقضائك، متلذذين بذكرك فائزين بعظيم جنانك.