الشيخ الأديب: عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف عَلَم من أعلام الثقافة، اشتهر برثائياته الوفائية الصادقة للراحلين إلى الآخرة من ذوي الفضل والعلم من الأصدقاء والأقارب والأباعد مع ما يتميز به من ديانة وخلقٍ عالٍ ووطنيةٍ صادقةٍ وكرم مع زائريه ومحبيه وكل من يلتقيه، وجاءت هذه القصيدة محبةً له ولنبادله الوفاءَ بالوفاء:
رحابةُ الصدرِ للمفضالِ عُنوانُ
ودأبُ شيخِ الوفا في الناسِ إحسانُ
أتيتُه قاصدًا حُبَّاً زيارتهُ
فنالني منه تقديرٌ وعرفانُ
أهدانيَ التمرَ موفورًا فأكرمني
وإنني من عطاءِ الشيخِ خجلانُ
اختار لي رطبًا أنعم بمنظره
وجاءني من ثمارِ النَّخلِ ألوانُ
وديدنُ الشيخِ إهداءٌ ومكرمةٌ
يُسرُّ من صُنْعِهِ صحبٌ وضيفانُ
يُهديهمُ كُتُبًا تراهُ يمهرها
بحرفِ لطفٍ بكلِّ الودِّ ملآنُ
له بقلبي مكانٌ سامقٌ أَلِقٌ
يروي المحبةَ للمفضالِ وجدانُ
سمحٌ بسيطٌ أثيرٌ في تواضعِهِ
ومنهلُ الشيخِ في دنياهُ قرآنُ
يقومُ في الليلِ يخلو داعيًا أبدًا
لِمَنْ بهم موطنُ الإسلامِ يزدانُ
أهلِ القيادةِ أهلِ الفضلِ إنَّ لهم
حقَّاً علينا فهم عِزٌّ وتيجانُ
مَنْ جالسَ الشيخَ فالإيناسُ يصحبُهُ
ويرتوي من معين الشيخِ ظمآنُ
عبدُ العزيزِ له في العلم منقبةٌ.
والقلبُ يسكنه طهرٌ وإيمانُ
وهاتفُ الشيخِ يشكو من تواصله
لكنَّهُ من وفاءِ الشيخِ جذلانُ
في كفِّه قلمٌ سَحَابُهُ هَطِلٌ
تسيلُ منه بأرضِ الحسِّ وديانُ
يرثي الأماجدَ والأحبابَ يذكرهم
بالخيرِ في حرفِهِ للأهلِ سُلوانُ
عبر الجزيرةِ حرفُ الشيخِ يُطربنا
كأنما فاح في الأرجاءِ ريحانُ
متِّعه يا ربِّ في عفوٍ وعافيةٍ
جزاؤهُ منك جنَّاتٌ ورضوانُ