نسيرُ إلى الآجالِ في كلِّ لحظةٍ
وأيَّامُنا تُطوى وهُنَّ رواحِلُ
ببالغ الأسى والحزن فقدت محافظة حريملاء أحد رجالها المخلصين، المربي الفاضل حمد بن عبدالله القدير الأستاذ في متوسطة وثانوية حريملاء سابقاً ورئيس إدارة نادي الشعيب بحريملاء سابقاً، الذي انتقل إلى رحمة الله صباح يوم الجمعة 17-10-1445هـ، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم السبت 18-10-1445هـ، بجامع الشيخ عبدالله بن محمد البراهيم بمحافظة حريملاء ثم وُورِيَ جثمانه الطاهر في مقبرة (صفية) في أجواء حزن على فراقه، وقد صلى عليه جمع غفير من أقاربه ومحبيه وطلابه، وذلك لمكانته الغالية في قلوبهم..،
فَلَستَ بِمالِكٍ عَبَرات عَينٍ
أبت بدموعها إلا انهمالا
ولك أن تتخيل حال أنجال الفقيد - تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته - وهم يتابعون بنظراتهم انهمال التُّربِ على قبر أبيهم، وبهم ما بهم من حزنٍ عميق، وتحسرٍ على فراقه الأبدي، ولسان حال الجميع يردِّد في خاطره هذا البيت:
فَلا تَبكِيَن في إِثرِ شَيءٍ نَدامَةً
إِذا نَزَعَتهُ مِن يَدَيكَ النَوازِعُ
كان الله في عونهم وكافة أسرتهم وأنزل السكينة عليهم، ولك أيها القارئ الكريم أن تتصور حال أنجاله بعد عودتهم وقد خلا منزله من شخصه، فما أقسى لحظات الوداع وأمرها على مُهجهم:
يعز عليّ حين أدير عيني
أفتش في مكانكِ لا أراكِ
ولقد كانت ولادته في حريملاء عام 1360هـ تقريباً، وبعد بلوغه السن النظامية التحق بالمدرسة الابتدائية إلى أن نال الشهادة منها، ثم انتقل إلى الرياض مواصلاً دراسته في معهد المعلمين، وبعد تخرجه عُيِّن معلماً في المرحلة الابتدائية بحريملاء فترة من الزمن. بعد ذلك تم إيفاده مع مجموعة من زملائه إلى الإمارات العربية المتحدة للتدريس هناك، وكان مثالاً في الجد والإخلاص. وقد مثل بلده خير تمثيل، ثم عاد لعمله السابق في ابتدائية حريملاء، وقد واصل تعلمه الجامعي في هذه الأثناء، ثم انتقل معلماً في متوسطة وثانوية حريملاء فمرشداً طلابياً إلى أن أخلد للراحة متقاعداً حميدة أيامه ولياليه وذلك بحدود عام 1420هـ، وكان طيلة عمله محبوباً لدى طلابه متفانياً في عمله قريباً لأبنائه الطلاب موجهاً ومساعداً لهم في حال ما يواجههم من عقبات سواءً اجتماعية أو دراسية، وكذلك أثناء رئاسته لإدارة نادي الشعيب منذ تأسيسه عام 1398هـ إلى عام 1427هـ، حيث قام بعمله على أكمل وجه، وكان يحث الشباب على الاستقامة والأخلاق الحميدة والقيم السامية الحميدة والبعد عن الانحرافات بشتى أنواعها. إضافة إلى جهوده المشكورة في محافظة حريملاء؛ فهو عضو نشيط في اللجنة الأهلية بحريملاء.
ولنا مع «أبي خالد» ذكريات جميلة حيث قضينا معه أحلى أيام العمر عقوداً مديدة كنا في المدرسة المتوسطة والثانوية مع بقية الزملاء كالأسرة الواحدة المترابطة في العمل وخارجه.
وقد عانى مع المرض في آخر حياته ملازماً السرير قرابة الخمس السنوات إلى أن فاضت روحه تغمده الله بواسع رحمته وألهم أبناءه وبناته وعقيلتيه: أم الدكتور خالد وأم الأستاذ حسام وكافة أسرة القدير وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري
وَلَيسَ يَزالُ مَختوماً هُناكا
** **
عبد العزيز الخريف- حريملاء