تركت وفاة ملك الشعر وفارس الكلمة الشاعر بدر بن عبد المحسن -رحمه الله- جرحاً عميقاً في نفوسنا فبكيناه بحرقة رحل بجسده ولكنه باقٍ في قلوبنا ومعنا بإحساسه وصوته وكلماته في كل مناسبة صاغها أشعاراً ونظمها عقوداً متلألئة، رحل بعد أن خلف وراءه جملة من الإنجازات الشعرية والثقافية التي لا تُعد ولا تُحصى. وعُرف الأمير الفقيد بموهبته الفذة، وترسيخ قيم الحب والجمال والوطنية في قلوب الناس فقدنا بذلك شاعر الوطن والحب والوفاء رحل تاركًا وراءه مجموعة من الأعمال الشعرية التي نالت إشادة واسعة وتقدير النقاد والمحبين على حد سواء. في الداخل والخارج، فالأمير بدر يملك قدرة فريدة على استخدام اللغة الشعرية لنقل الأحاسيس والمشاعر بطريقة مؤثرة وجذابة.
ولد الأمير بدر بن عبدالمحسن في عام 1949، ونشأ في بيئة ثقافية غنية وتربى على حب الأدب والشعر. وكان له دور بارز في دعم المبدعين الشباب وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الشعر.
فرحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن يعد خسارة كبيرة للمشهد الثقافي والأدبي، فقد فقدنا فيه رائدًا ومبدعًا له بصمة لا تُنسى. أبكانا قبل رحيله بقصيدته والتي توحي برحيله فبكي الشعر قائله، حيث قال رحمه الله:
لا بدّها يا سعود بتغيب شمسي
ذي سنةٍ رب الخلايق فرضها
ولعلها حريتي بعد حبسي
ولعلي ألقى عند ربي عوضها
فكان الشعر يعزي قائله.. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان في هذا الوقت العصيب و(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
** **
- جواهر عبدالرحمن الدهيم