مهما كتبنا عن سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس الوزراء، لن نوفيه حقه بكتابة مقال، حتى وإن قمنا بتأليف مجلدات، فقد تصّدر سموه الكريم -حفظه الله تعالى-، استطلاعات الرأي العالمية، وكان الأقوى والأكثر تأثيرًا، وشخصية قيادية في منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لموقع «إنسايدر مونكي» الأمريكي، المتخصص في التصنيفات والتحليلات، فإن ولي العهد جاء في المرتبة الأولى عن منطقة الشرق الأوسط، والرابع على مستوى العالم.
ويأتي هذا التصنيف، وفق معايير محددة؛ منها: القوة العسكرية للبلاد، دور القائد في الحفاظ عليها وتعزيزها، والتأثير العالمي للقائد في الساحة الجيوسياسية.
كما جاء اختيار الأمير محمد بن سلمان -أيضاً- بناءً على سلسلة نجاحاته المتعددة في مختلف المجالات، وتكريماً لمسيراته القيادية الاستثنائية، ورؤيته الطموحة لتطوير المملكة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتصدر فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المشهد العالمي، ضمن قائمة الزعماء الأكثر شعبية والأكبر تأثيراً، ففي 2017 اختارته وكالة بلومبرغ الأميركية ضمن قائمة الخمسين، بالإضافة إلى اختياره ثلاث مرات على التوالي ليكون الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيراً. والأمير محمد بن سلمان صاحب مرحلة التجديد والتحديث لبلادنا الغالية، برعاية خادم الحرمين ملك العزم والحزم سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله تعالى-، وهو صاحب خطة التحول التاريخي لبلادنا؛ وهي (رؤية المملكة 2030)، حيث تغطي هذه الخطوة الطموحة ثلاث ركائز: اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح، ونتطلع من خلال هذه الرؤية إلى أن تكون المملكة قوة استثمارية رائدة، ورابطاً بين قارات العالم». يوماً بعد يوم نصل إلى الهدف المنشود والمخطط له عبر هذه الرؤية.. وهذا عين الطموح لصاحب الرؤية -يحفظه الله تعالى- نظراته ثاقبة وطموحة، وضع بلادنا في مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها، والعلاقات المبنية على الاحترام المتبادل بين كل دول العالم الصديقة. وركّز سموه على زيادة الإنتاج، وإصلاح سوق العمل، وتوفير المزيد من الوظائف للمواطنين والمواطنات، واستمرار الحملة على الفساد؛ لأن آفة الفساد هي العدو الأول للتنمية والازدهار، وسبب ضياع العديد من الفرص الكبيرة في المملكة العربية السعودية، ومتابعة جميع الملفات، ومن أهمها ملف مكافحة الإرهاب والتطرف، والمملكة في عهده تشهد نقلة نوعية في قطاعات جديدة وواعدة، نظراً لما تمتلكه المملكة من إرث ثقافي، وتنوع جيوغرافي، وديموغرافية فريدة من نوعها، تتيح للمملكة أن تكون في مصاف كبرى الدول في قطاعات السياحة، والثقافة، والرياضة، والترفيه، وحقوق المرأة وقضاياها، وحقوق الوافدين وغيرها من المجالات. وقد أكد سموه خلال مشاركته في جلسة حوارية خاصة، ضمن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، بحضور عدد من قادة القطاعين الحكومي والخاص، وعدد من الأكاديميين وممثلي المنظمات الدولية من مختلف أنحاء العالم، أن رؤية السعودية 2030 عبارة عن مسيرة، وليست وجهة نهائية، مشيراً إلى أن منجزات المملكة الحالية ليست سوى طور البداية، وينبغي فعل المزيد، مما سيولد فرصاً عديدة للتعاون والنمو والتطوير مع مختلف الشركاء الدوليين، وأن المملكة أدركت مبكرًا أهمية التاون الدولي والنمو والطاقة، وعملت على تعزيز الشراكة والتكامل؛ مشدداً على الدور الريادي للمملكة في إحداث تأثير عالمي في النمو والطاقة.
هذا غيض من فيض، وقليل من كثير من إنجازات ولي العهد، حفظه الله تعالى وسدد خطاه.