القصيم - خاص بـ«الجزيرة»:
حذّر متخصص في العلوم الشرعية المهتم بالجوانب الاجتماعية والأسرية من تفشي ظاهرة التخبيب بين الأزواج حيث إنه من أسباب الطلاق وله عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع وإن بعضاً من مشاهير ومشهورات السوشيال ميديا لهم دور في ذلك.
وأكد الدكتور حمود بن غزاي الحربي أستاذ العقيدة بجامعة القصيم سابقاً أن بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لهم دور في تخبيب الزوجات، بل وحتى الأزواج؛ فكم من أسرة تفككت وهم السبب وكم من زوجين اجتمعا ثم افترقا بطلاق لا رجعة فيه وهم السبب!! وتساءل كيف يهنأون بعيش ونوم وقد فعلوا ذلك في مجتمعهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس منا من خبّب امرأةً على زوجها أو عبداً على سيده». والحديث صحيح أخرجه أبوداود في سننه وعقده في كتاب الطلاق وله حكمة في ذلك لأن التخبيب سبب للفساد والنزاع بين الزوجين وهو سبب للطلاق وخص في الحديث تخبيب المرأة على الزوج مع أن إغراء الزوج على الزوجة كذلك في الحكم لأنهن جُبِلنَ على الاعوجاج، فقبول الإفساد والميل إلى الفساد في طبعهن أغلب وأكثر فلأجل هذا خُصّت بالذكر.
وأضاف د. حمود الحربي قائلاً: إن قوله صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ مِنَّا: أَيْ: مِنْ أَتْبَاعِنَا ومِمَّن يَهْتَدِي بهدينا ويدل على تحريم التخبيب وأنه من الأمور المحرمة وأن من يفعل ذلك فقد عرّض نفسه لأن يكون من أهل هذا الوصف، لكن لا يعني ذلك أنه ليس من المسلمين بل هو مسلم ولكنه ليس على المنهج الصحيح وعلى الطريق الصحيح بل هو عاص ومخالف قال شيخ الإسلام في الفتاوى 23-363: فَسَعْيُ الرَّجُلِ فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا مِنْ الذُّنُوبِ الشديدة وهو مِنْ فِعْلِ السحرة وهو مِنْ أَعْظَمِ فِعْلِ الشياطين. لا سِيَّمَا إذَا كَانَ يُخَبِّبُهَا عَلَى زَوْجِهَا لِيَتَزَوَّجَهَا هُوَ مَعَ إصْرَارِهِ عَلَى الْخَلْوَةِ بها ولاسيما إذَا دَلَّتْ الْقَرَائِنُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وقال أيضاً في الفتاوى 15-24: وَقَدْ حَرَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ وَيَسْتَامَ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ فَإِذَا كَانَ بَعْدَ الْخِطْبَةِ وَقَبْلَ الْعَقْدِ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَطْلُبَ التَّزَوُّجَ بِامْرَأَتِهِ فَكَيْفَ بَعْدَ الْعَقْدِ وَالدُّخُولِ وَالصُّحْبَةِ.
ومعنى خبب: أي خدعها وأفسدها أو حسَّن إليها الطلاق أو ذكر مساوئ الزوج عندها أو ذكر محاسن أجنبي عندها وغرر بها فإن انضاف إلى ذلك أن يكون الزوج جاراً أو ذا رحم تعدد الظلم وفحش بقطيعة الرحم وأذى الجار ولا يدخل الجنة قاطع رحم ولا من لا يأمن جاره بوائقه. ولما فرغ الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى من كتاب النكاح أعقبه بكتاب الطلاق. وأورد أبو داود هنا باباً فيمن خبب امرأة على زوجها. وقال قبله: تفريع أبواب الطلاق فأشار إلى الأبواب المختلفة التي تدخل تحت كتاب الطلاق وبدأ بمن خبب امرأة على زوجها، يعني حكمه وأنه محرم لا يسوغ ولا يجوز. والتخبيب هو إفساد المرأة على زوجها بأن يسعى إلى أن يفسد ما في قلبها حتى يكون الفراق ولهذا قدمه في أول الطلاق لأن من أسباب الطلاق تخبيب المرأة على زوجها حتى تتمرد عليه وتسعى إلى التخلص منه بسبب هذا الإفساد.