كيفية التخلص من الضيق النفسي والملل
* أنا متضايق نفسيًّا، عندي ضيق نَفْس، وملل من الدنيا، كلُّ شيء يتكرَّر عليَّ يوميًّا، حتى إني أُفكِّر بالانتحار، فكيف أتخلَّص من ذلك؟
* نسأل الله السلامة والعافية.
أولاً: الانتحار قتلٌ للنفس، وقاتل نفسه متوعَّد بالنار، ويأتي يوم القيامة وبيده الآلة التي قَتَل نفسه بها، يقتل بها نفسه مرارًا في نار جهنم -نسأل الله السلامة والعافية-.
والذي أجزم به أن سبب هذا الضيق البعد عن ذكر الله، وعن تلاوة القرآن، وعن الأذكار المرتَّبة في أوقاتها ومناسباتها، فلو لزم الإنسان الذكر أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28] كما قال الله -جل وعلا-.
وقراءة القرآن على الوجه المأمور به -كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- تُورِث الإنسان من العلم والإيمان واليقين ما تطمئن به نفسه، وينشرح له صدره، مما لا يجده غيره إلَّا مَن فعل فعله.
* * *
ردُّ المرأة مهرَها للزوج إذا طلبتْ منه الطلاق
* هل أردُّ مهري لزوجي وأنا التي طلبتُ الطلاق منه، ولي أولادٌ منه؟
* أولاً: يحرم على المرأة أن تطلب الطلاق من زوجها بغير سبب، فإذا وُجِد السبب المُبيح لطلب الطلاق، وأن المرأة متضرِّرة بالبقاء مع هذا الزوج، فإذا طلبتْ بسبب ذلك الطلاقَ، فإن كان السبب من الزوج فلا يجوز له أن يأخذ منها شيئًا، وإن كان السبب منها بأن كرهتْه كما حصل في قصة امرأة ثابت بن قيس بن شماس -رضي الله عنهما- وأنها كرهتْه، ورأتْه في منظرٍ لا تُطيقه من بين الناس، فطلبت الفراق، وتكره الكفر بعد الإسلام، يعني تكره كفر هذا العشير بعد أن قبِلتْه، فحينئذٍ لا مانع من أن تدفع له ما دفعه من مهرٍ، أو ما يصطلحان عليه، وتفتدي بذلك، ولذا قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لثابت بن قيس -رضي الله عنه-: «اقْبَل الحديقة وطلِّقها تطليقة» [البخاري: 5273]، فبهذا شُرِع الخُلع عند تضرُّر المرأة بالبقاء مع زوجها، مع أن الكراهية منها ليست منه، ولم يحصل منه شيءٌ يستدعي الطلاق، ولم يضر بها، وإن كان الضرر منه فلا يجوز له أن يأخذ منها شيئًا، والله أعلم.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقاً