في لغة الوداع العيون تتحدث كثيرا..
في لغة الوداع لا تفهم الحزن بل تراه..
في لغة الوداع يختفي الأشخاص وتظهر ذكرياتهم..
في لغة الوداع تبكي مع الشموع وتبعثر الرسائل القديمة..
في لغة الوداع التمتمة عند القبر ألم من نوع آخر..
في لغة الوداع تهرب من وجع القصيد فتجد نفسك خارج التابوت..
في لغة الوداع نصنع منبرا للخطابة ومستودعا للكآبة..
في لغة الوداع لا نفرق بين تجاعيد الزمن والرحيل..
في لغة الوداع ندرك معنى الرحيل ونشعر بالألم..
أتعرف معنى أن يجبرك شخص على حبه واحترامه دون علمه؟
كيف يسيطر في حياتك على كل شيء حتى على نزوات المطر؟
كيف يجعل الألم ينام في جوف الليل؟
كيف يهندس الحياة ويترجم الأحاسيس؟
كيف يجعل الأيام كطوق الياسمين؟
كيف يجعل الأيام كتمرة العذق التي نقشها عصفوره؟
كيف يجعل الحياة كحديقة صغيره بقمحها وسنبلها؟
أي قلب هذا وأي روح تلك.. هنيئا لكل عين رايته وكل أذن سمعت قصصه..
رحل البدر وتركنا رغما عنا وعن الثواني في اللحظات الجميلة..
علمنا البدر قبل رحيله أشياء كثيرة تتوارثها أجيالنا جيل بعد جيل..
علمنا ان لا نهتم بحساد الوطن «وان حكا فيك حساد ترى ما درينا بهرج حسادك ابد»
علمنا كيف نتحدث عن روابي نجد والسراة وعن أبو تركي العظيم وعن الجدود الذين وحدوا
الحدود..
علمنا كيف العشق في وصف الابتسامة انها تخجل الضي وانهى النقاش في وصف
«أنا حبيبي نور كل المدينة»
علمنا كيف نستعيد الذكرى مع الحلم الصغير ونتذكر جدار الطين والحصير..
عملنا كيف ننتظر الفرج في ليلة عيت تمر عندما يجرح الشوق نسيان الوفى..
علمنا انه عندما يفترق العشاق.. تمر الساعات.. النتيجة.. ما من جديد عشاق ليله تفارقوا
صاروا بعيدا.. بعد الفراق.. لم تسقط نجوم السماء وما تاه في الظلماء قمر..
أصبح فرقى الأحبة أسهل من الكذبة على شفة طفل..
حدثنا عن الفراق ان مصيره.. «على جرحي ولا أنساه»
بعد الفراق تختفي الذكريات.. الرسائل.. الجدايل.. بل ويختفي «عمر بسماتي»
بعد فراق الأحبة.. «ركز قال الأحبة» آخر كلمه فمان الله..
حدثنا عن عزة النفس.. بعد الرحيل، ناداني تعال.. عدت فعزم بالرحيل
الموجع في الحقيقة انها كالخيال لأنه عدو وهو أوفى خليل..
حدثنا عن الغياب وعن القصيد انها ليست حكي ولا قصيد بل هي فجر بعيد..
حدثنا عن ما قبل الفراق.. القلب يحدث العقل بان يصرح
إن كانت الفرقى طلبت حاجين... لا تعلمني ولا تكذب علي..
الخلاصة ارحل بصمت..
بعد الفراق والخيبة.. نتعب من الوقوف فلم يبق لا نجمه ولا طيوف..
رحل البدر... ذبلت أنوار الشوارع و انطفئ ضوء الحروف..
بعد الرحيل لا نعلم عن المدينة كيف ستكون ولا عن الشعر في النهار ولا الورد الأصفر ولا
العيون..
مؤلم رحيل المسافر.. ضاعت أصواتنا حتى القطار وفاتنا..
رحم الله البدر.. الذي غاب عن سماء الشعر..
** **
- بندر عبدالله العزاز