تعرف الإدارة بأنها تلك العمليّة الشاملة لجميع المستويات في التنظيم، والتخطيط، والتوجيه، والرقابة، والتي ترتبط بعلاقات متشابكة متداخلة مع كل الظروف والقوى، بما في ذلك العوامل الخارجيّة المحيطة كالظروف السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والحضاريّة، والثقافيّة. وهي عبارة عن اختيار منهجي للغايات والوسائل من خلال التقييم الرشيد للأحوال والظروف البيئيّة التي تحيط بأيّة منظمة. كما أنها تعبر عن العملية التي تهدف بشكل مباشر إلى تسخير الموارد المتاحة، وتوظيفها لتحقيق الأهداف المختلفة، أما فيما يتعلق بمعنى الإدارة كحقل من حقول الدراسة، فهي فرع من فروع العلوم الاجتماعيّة، الذي يقوم بوصف وتفسير الظواهر الإداريّة والسلوك الإنساني الذي يجري في المنظمات المختلفة لتحقيق أهداف معيّنة.
وتستضيف المملكة العربية السعودية الملايين من المسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة، وهذا يتطلب إدارة دقيقة وتنظيمًا فعالًا لضمان سلامة وراحة الحجاج والزوار والمعتمرين، وتعد إدارة الحشود تخصص مهم جداً في الإدارة في المملكة العربية السعودية، خصوصاً في ظل توافد الملايين من المسلمين حيث يتم وضع خطط شاملة لإدارة الحشود تشمل جميع المراحل من وصول الحاج أو المعتمر إلى مغادرتهم. يشمل ذلك التنسيق مع مختلف الجهات المعنية، وهناك عناصر فن إدارة الحشود في السعودية ومنها:
التخطيط والتحضير المسبق.
استخدام التكنولوجيا.
استخدام أنظمة تتبع وتحديد المواقع لمراقبة حركة الحشود.
تطبيقات الهواتف الذكية لتوفير المعلومات والإرشادات للحجاج.
الكاميرات وأجهزة الاستشعار لمراقبة كثافة الحشود والتحكم في التدفقات.
تطوير وتحديث المرافق والبنية التحتية مثل الجسور، الأنفاق، والمخيمات.
تحسين الطرق والممرات لضمان سهولة الحركة وتقليل الازدحام.
تدريب الكوادر البشرية على كيفية التعامل مع الحشود والتصرف في حالات الطوارئ.
توفير فرق طبية وإسعاف مدربة جاهزة للتدخل السريع.
حملات توعوية للحجاج حول كيفية أداء المناسك بأمان وتجنب الازدحام.
لوحات إرشادية وكتيبات توجيهية بلغات متعددة.
وضع خطط طوارئ للتعامل مع الحوادث غير المتوقعة.
غرف عمليات مركزية لمتابعة الأحداث واتخاذ القرارات الفورية.
نظام السوار الإلكتروني ويُستخدم لتتبع حركة الحجاج وتقديم المعلومات اللازمة لهم.
الطائرات بدون طيار (الدرونز): وذلك لمراقبة الحشود من الجو وتقديم صورة شاملة للوضع على الأرض.
الذكاء الاصطناعي: لتحليل البيانات وتوقع مناطق الازدحام واتخاذ إجراءات وقائية.
والخلاصة فإن فن إدارة الحشود في المملكة العربية السعودية هو مزيج من التخطيط الدقيق، استخدام التكنولوجيا المتقدمة، والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية. هذه الجهود مجتمعة تسهم في توفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج والزوار، مما يعكس التزام المملكة بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.