بمناسبة ما يحذرنا منه الأرصاديون من قدوم صيف حارق بلغت درجة حرارته أقصاها قبل أن يبدأ. فالخريف اللين من رشاشه بين. فأين المفر والدول الرأسمالية الصناعية الجشعة الخائفة على اقتصادها تتمنع عن تخفيض غازات الدفيئة.
فمن يتصدى لذلك التحدي؟
قلنا من قبل إن الكيمياء هي الحياة والحياة شأن كيميائي فلا غرابة من ما قاله باولو كويلوا في روايته (الخيميائي) بأن وظيفة الكيمياء هي إحلال الروح على الصعيد المادي فقد سبقه جابر بن حيان ومن سار سيره بقوله: إن الكيمياء يستعان عليها بالغيبيات والروحانيات.
وظل الكيمائيون يتحفوننا بعجائب اكتشافاتهم وفي جعبتهم المزيد من عجائب الكيمياء.. فهم من يعول عليه لتبريد كوكبنا. فقد أبدعوا تطويرا لمنهجهم واستحداث فروع جديدة في الكيمياء غوصا في أسرار المادة هادفين الوصول لجزيرة الثبات حيث توجد المادة التي لا تفنى.
ولارتباط العلم بالمجتمع ولصحوة الضمير سلكوا مسلكا أخضر حفاظا على البيئة وسلامة العاملين فيها وتقليلا من استخدام الطاقة التي بدأ ينضب معينها سموها الكيمياء الخضراء التزموا فيها بأسس تحقق خضرة مستدامة تنقذ كوكبنا مما سببته غازات الدفيئة من مأساة الاحتباس الحراري المتزايد.
فمن مراعاة لاقتصاد الذرة والرجوع للكيمياء المائية والتقليل من استخدام الطاقة بجميع هيئاتها وبحثا عن محفزات مساعدة وإصرارا على أعلى محصول مئوي وتفاديا لمنتجات جانبية ضارة بالبيئة استطاعوا أن يقللوا من الضرر الكيمائي. وبذلك وضعوا على عاتقهم استحداث تصميم جديد لكل تفاعل سابق أضر بمناخ الأرض..
فماذا يقول المستقبل؟
أقول متيقنا طالما أننا حولنا عنصرا لآخر وطالما أننا صنعنا عناصر جديدة معمليا وطالما أننا على مشارف الغلاف الثامن للعناصر وطالما أننا تملكنا أسرار النانويات فإن المستقبل يقول سيخلط الكيمائيون الكربون والنتروجين والأكسجين والماء في مفاعل نانوي لإنتاج غذائنا فلا جوع ولا مجاعة.
وسيفتحون أبواباً في سمائنا يهربون عبرها نفحات وموجات الحرارة المحتبسة، فينعم الخلق بنسائم باردة منعشة.
وتفاءلوا خيرا تجدوه.