من يلقي نظرة سريعة على الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية خاصة قطاعات وزارة الداخلية، سيلحظ دون عناء القفزات الكبرى التي تحققت كما وكيفا خلال السنوات القليلة الماضية.
إن حكومة المملكة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد -حفظهما الله- ووفق الرؤية الحكيمة قد هيأت سبل العيش الرغيد لكافة المواطنين والمقيمين في بلادنا. وليس أدل على ذلك من وضع العديد من المستهدفات في رؤية المملكة 2030 لهذا الغرض بالإضافة لبرنامج جودة الحياة الذي يعد من أهم برامج تلك الرؤية. ولأن الحديث عن الرؤية وما حققته من نتائج مبهرة ذو شجون ويحتاج إلى صفحات وصفحات، فإنني سأركز في مقالتي تلك على موضوع لفت انتباهي واسترعى انتباهي وجعلني أعيد النظر وأعود بالذاكرة إلى سنوات خلت... ترى ما هو الموضوع؟
الموضوع أيها الأحبة انطلق من خبر تناقلته المصادر الإخبارية والمواقع الإلكترونية وعدد من المحطات الفضائية الأجنبية مؤخراً مفاده بأن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بإتاحة تجديد الجوازات لمواطنيها إلكترونيا وأن هذه الخدمة ستبدأ على نطاق ضيق لتقييم التجربة والتأكد من مدى ملاءمتها ونجاحها!
تخيلوا في معقل التقنية ومصدرها الأول يبدأون خدمة سبقتهم إليها المملكة العربية السعودية بعدة سنوات!
لا أبالغ إذا قلت إنني ابتسمت ابتسامة فخر واعتزاز وأنا أقرأ الخبر، وعدت لأتأمل ملياً ما تقدمه وزارة الداخلية بقيادة سمو وزيرها وقيادات قطاعاتها من خدمات متعددة ومتنوعة وفق مواكبة سريعة للتطور التقني وبجودة عالية وسرعة فائقة أصبحت سمة كل الخدمات دون استثناء.
ولأن الشيء بالشيء يذكر وبما أننا في موسم الصيف وهي فترة يكثر فيه السفر ويزداد الطلب على خدمات الجوازات، فإنني وأبناء جيلي لازلنا نتذكر تلك المعاناة التي يواجهها طالبو الخدمات قبل عدة سنوات وتحديدا الجوازات، حيث تصطف الطوابير منذ الصباح الباكر داخل مبنى الجوازات وخارجه بانتظار دورهم للحصول على خدمة معينة كإصدار جواز جديد أو تجديده أو اصدار إقامة لعامل او خادمة او تجديدها ...الخ من الخدمات المناطة بقطاع الجوازات، تلك المعاناة وغيرها انتهت اليوم وأصبحت من ذكريات الأمس والكثيرون من جيل اليوم لا يعرفون عنها شيئا.
باعتباري مواطناً سعودياً فإنني فخور بوطني وبما نمتلكه من تقدم تقني يواكب أرقى التقنيات على مستوى العالم، فقد أصبحت مضرب المثل في تقدمها وتطورها ولنأخذ قطاع الجوازات مثالا على ذلك فهذا القطاع أصبح أنموذجاً متميزاً في طبيعة خدماته وسهولة إجراءاته التي مكنت المواطن والمقيم وكل من يقدم إلى المملكة عبر حدودها البرية والجوية والبحرية من الاستفادة من تلك الخدمات بكل يسر وسهولة، بل إن من يقدم إلى المملكة من الأجانب يقف مبهورا أمام ما تقدمه الكفاءات الشابة من أبناء وبنات الوطن الذين تم تأهيلهم في تخصصات مختلفة تواكب المرحلة وتمكنهم من التعامل مع معطيات التقنية الحديثة.
ختاما أقول شكرا للقيادة وشكرا لكل من يسعى مخلصا لخدمة الوطن والمواطنين وتحية إجلال وإكبار لكل رجالات الوطن المخلصين.