دون وداعٍ
يُغادرون
يتركون لنا الأوجاع ويذهبون
يُدوّنون ذكرياتهم إلى الماضي
إلى ماضٍ مختلفٌ
ماضٍ؛
عصِيٌّ على الغياب
عصِيُّ على البعد
عصِيٌّ على طيِّ الزمن
ماضٍ لا ينفك عنك
يَتْبعُ خُطوتَك
يَحبسُ فكرتَك
يُلهبُ شهْقَتَك
ماضٍ يُلازمُكَ
ظِلًّا وارفًا يُرافقُ مشيتَك
وهمسًا حانيًا يُناجي همستَك
ونورًا ناديًا يُغازلُ نظرتَك
وخدًّا باكيًا يُواسي غُربتَك
ماضٍ يُحاصرُك
يدنو إليك
يحضنُ رجفتَك
يُهدِّئُ لوعَتَك
ماضٍ يبقى حاضرًا معك
يُعاندُ النسيان
يُصارعُ الصمت
يُلامسُ الآه
فإذا ما انهارت قُواك
وذبُلت شفتاك
وارتخت عيناكَ، وغفوْت!
فسرعانَ ما تجدُ نفسَك بين ذِراعَيْهِ؛
يُؤنسُ وحشتَك
يَنزِعُ وخزتَك
يَحضنُ نومتَك
وإذا ما صحَوْت
تعودُ من جديد
إلى ماضٍ أفَل
لكنَّهُ أبدًا لا يغِيب
وهكذا دَوَالَيْك؟!
** **
- عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين