مع نهاية العام الدراسي في وطني الحبيب تحتفل صروح العلم في مختلف مدنه وقراه بتخريج الطلاب والطالبات مباركةً سعيهم ومقدِّرةً جدَّهم واجتهادهم، وهي بادرةٌ طيبةٌ تُشكر عليها هذه الصروح بقياداتها التربوية ومما يسعد ويُشرِّف في هذه الاحتفالات التربوية الرعاية الكريمة التي تحظى بها من أمراء المناطق ومن أصحاب السمو الأمراء ورؤساء المراكز من أصحاب السعادة إضافةً لبعض قيادات التعليم في إدارات التعليم ورؤساء الجامعات، حيث يكون لهذه الرعاية الكريمة بالغ الأثر في نفوس الخريجين ويدفعهم لتقديم المزيد من العطاء والجد والاجتهاد لخدمة هذا الوطن الغالي الذي ينتظرهم ليكونوا لبنات صالحة في بنيانه الشامخ ويسهمون في رقيه ورفعته وازدهاره.
ومن هذه الصروح العلمية التي نهجت هذا الطريق في دعم أهل العلم من الطلاب ثانوية تمير حيث تحتفل كلَّ عام بأبنائها الخريجين وتُكرِّم المتفوقين منهم ببعض الهدايا التذكارية في حفلٍ خطابي، وقد كان احتفال هذا العام في ضيافة نادي المجزل الرياضي مُفعِّلاً الشراكة المجتمعية في مدينتنا العزيزة تمير حيث تفضلت إدارة النادي ممثلةً في الأستاذين: محمد الحسين رئيس النادي ونائبه محمد الحاتم باستضافة الخريجين في مقر النادي والاحتفاء بهم بجولة بعد تناول طعام الإفطار في أروقة النادي ومرافقه، والتعريف بنشاطاته وما يحظى به من دعمٍ سخي من قيادة الوطن ممثلة في وزارة الرياضة مما كان له الأثر الطيب في نفوس الطلاب وقدَّم الطلاب احتفالهم في قاعة النادي معبرين في هذا الحفل عن مشاعر الفرح بتخرجهم بعد اثني عشر عاماً قضوها في التعليم العام بمراحله الثلاث بكلماتٍ وقصائدَ أبدعوا في تقديمها، ولم ينسوا شكر آبائهم وأمهاتهم ومعلميهم، وقد كان لي شرف المشاركة في هذه الاحتفالية بالخريجين بقصيدةٍ قلتُ فيها:
أقبلْ أيا شعرُ أمتعْ بالأقاويلِ
وشاركِ الصحبَ حفلاً بالتهاليلِ
هنِّئ شبابَ العلا واملأْ مشاعرهم
بأحرفِ الحبِّ تحلو بالتراتيلِ
مباركٌ أيـُّها الأحبابُ أبعثُها
من الفؤادِ وتزهو بالأراجيلِ
سلكتم الجدَّ دربًا فيه رفعتُكم
وما غُلِبتُم بتثبيطٍ وتهويلِ
أنعمْ بعزمكمُ لله درُّكمُ
يا فتيةً بكمُ طابت أقاويلي
هذا هو الوطنُ الغالي بكم أَمِلٌ
كونوا أحباءنا أهلاً لتأميلِ
وساهموا في بناء المجدِ في وطني
ولتحذروا مَنْ أتاكم بالأباطيلِ
أنتم تعيشون في وقتٍ به فتنٌ
فيه الوسائلُ ملأى بالتضاليلِ
قوُّوا ارتباطًا بربِّ العرشِ يحفظكم
من المكائد من سوءٍ وتنكيلِ
صلاتُكم فاحفظوا كتابُ خالقكم
فصاحبوه لكي تحظوا بتبجيلِ
كونوا على خُلُقٍ راقٍ لتكتسبوا
أجرًا وتحيوا بخيرٍ دون تحويلِ
دمتُم بخيرٍ من المولى يوفقكم
وتصعدون إلى العليا بتسهيلِ
ناديَ المجزلِ شكرًا وافرًا أَلِقًا
يُهدى من القلبِ أكرمتُم بتفضيلِ
أضفتُمونا وهذا نهجُكم عَطِرٌ
تجزون خيرًا من المولى بتعجيلِ
وللإدارة شكرًا أهلَ مدرستي
وفاؤكم ماتعٌ مثلُ الأهاليلِ
يا محفلَ العلمِ أشعاري تُصافحكم
حُبَّاً وفيكم يطيبُ الشعرُ من قيلي
** **
تمير - سدير