نعيش كل يوم حياة تُشبه أمانينا وأحلامنا التي ننام ليلًا نحلم بتحقيقها ونستيقظ صباحًا ندعو الله بتحقيقها.
الحياة قصة جميلة تروي حكاياتها صفحات الأيام.
نعم.. حياتنا هي الكتاب الذي نتصفحه كل يوم لنقرأ عبارات الصمت والحب والعمل والأشخاص الذين نعيش معهم، سواءً أكانوا في العمل أم في المنزل.
أصدقاؤنا في العمل وحياتنا فيه أشبه بكتاب يتكون من ألف صفحة، كل يوم نقلب صفحة مليئة بالحكي والروايات..
نُغلقها بعد أن ننتهي من قراءتها، ولكن وفي أثناء القراءة تأتي تلك الأفكار والمواقف التي إما نبتسم لها أو نبكي بسببها..
وفي صفحات الكتاب باب العمل، وهذا الباب يتكون من الأصدقاء والرفقة والمارة والزوار.
أنت لا تعيش بمفردك.. تلتقي بأنماط مختلفة من الناس تُريد هذا وتحب ذاك، وتشتاق إلى أحدهم وتتمنى ألَّا تلتقي بآخرين ليس كرهًا وإنما لتحافظ على سلامة قلبك وصحة جسدك من الألم والتفكير بهم.
أنت تستحق أن تعيش سعيدًا ومرتاح البال؛ فلا تُزعج روحك بمن لا يستحق؛ فهو مجرد صفحة ستطويها يومًا وربما مزقتَها.
بينما هناك صفحات ورغم أنها في ذات الكتاب إلا أن أوراقها فاخرة والنظر إليها يُسعد القلب والروح، وتشعر بأنك تقرأ رواية عاشقين.
هذه الصفحات في كتاب حياتك إياك أن تَقْلِبها دون أن تُقَبِّلها كل يوم وتشم عطرها كلما قرأت حرفًا من حروفها، فهي أشبه بالأكسجين الذي ما إن تتنفسه حتى تعود إلى الحياة من جديد.
ستنتهي الألف صفحة في يومٍ من الأيام لا محالة، ولكن ماذا بعد الألف؟!
أتَذْكر تلك الصفحات الفاخرة؟ دعها مفتوحة دائمًا وإن تركتَ كتاب حياتك على أرفف الزمان؛ لأن تلك الصفحات سرُّ بقاء الكتاب نابضًا وقابلًا لتكرار القراءة كل حين.
هذه الصفحات هي الحياة بعد الحياة، هي وقود الأمل حينما تنتهي الحياة بتقليب الصفحات المؤلمة والمحبطة.
نعم.. الحياة بعد الحياة، هي حياة بنكهة مختلفة، وصوت يختلف، وأنفاس تبقى كزفيرٍ أجهش غُصَّةً واستنشق فرحةً.
كل شخص هنا قرأ (الحياة بعد الحياة) يخيطها بواقعٍ هو يعيشه.. كتبتُ لكم العام وتركتُ لكم التفصيل.
أمَّا أنا فكتبتُ (الحياة بعد الحياة)؛ لأنني أدركتُ مؤخرًا أنه قد حان لصوتي أن يتحدث بلغة أخرى وصوت مختلف هو (صوت الأنا والشغف).
أنا هنا لأجلكم
في اللحظة التي يتحدث بها شعورك في أمر مُحير!
استمع إليه فهو الإشارة القادمة من عقلك.
** **
fatemah_sab@