تحوُّلات نوعية نلمسها في التكنولوجيا التي تهل علينا وبشكل يومي بوسائل جديدة، تعمل على تغيير طريقة حياتنا وتحسينها، وتسهل تعاملاتنا في جميع المجالات؛ سواء على المستوى المهني أو الشخصي، ما يجعل التكنولوجيا شيئاً مهماً من حياتنا اليومية، فبعد انتشار الكثير من الوسائل الرقمية التي يسرت الحصول على المعلومة وتتبعها، وبروز أدوات التواصل الاجتماعي، التي بدّلت الكثير في حياتنا، ها نحن نقف على مشارف عصر الذكاء الاصطناعي، الذي بدأت أدواته تسيطر علينا، ليتعدى عددها المئات، وأشهرها «تشات جي بي تي» الذي وصل عدد مستخدميه إلى أكثر من 100 مليون مستخدم في فترة قصيرة جداً، ما يسهم في تداني الهوة بين الأجيال، ويجعل التقنية وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي شكلا من أشكال المستقبل، الذي تفوقت المملكة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في استشراف مجاله ورسم ملامح مستقبله، في ظل رؤية المملكة 2030.
انتشار التقنية وتكنولوجيا المعلومات وأدوات الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحاضر، أحدثت بوناً شاسعاً في طبيعة حياتنا، حيث أصبح بالإمكان استخدامها في تقديم الخدمة المناسبة وصنع الجودة، وتطوير الأعمال، وترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية، وإنتاج مقاطع الفيديو، وفعل التصاميم، وغيرها من المجالات، وهو ما ساعد على المساهمة في اختصار الوقت، وتسريع وتيرة الإنتاج في الكثير من الوزارات والشركات والمؤسسات التي قامت بالبدء في تدريب العاملين معها على استخدام التقنية وتكنولوجيا المعلومات وأدوات الذكاء الاصطناعي، حتى أن البعض سار إلى توظيفه من أجل الدفاع عن كوكب الأرض، وإنقاذ الأرواح، وتسهيل المعاناة، عبر ابتكار الطرق التي تتنبأ بوقوع الكوارث.
اهتمام وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتحول الرقمي بشكل استباقي يجسد تطلعات القيادة الرشيدة وطموحاتها، لوضع بصمة فريدة في العالم الرقمي، والبناء على فرص تقنيات الذكاء الاصطناعي الواعدة، وتوظيفها في مجالات حماية الأصول التقنية للوزارة، ورفع مستوى التحسين لتجربة المستفيد، والاستثمار الأمثل في البيانات بما يحقق مستهدفات الوزارة، وزيادة مستوى تحقيق الاستفادة القصوى من البيانات وقدرات التحليل الذكي، وإحداث قفزة نوعية في إدارة التطبيقات والبنية التحتية الرقمية، وخدمات تقنية المعلومات وتشغيلها، وكيفية التعامل الحكومي الإيجابي مع هذه التقنيات، وتعزيز التجربة الرقمية للعملاء، والارتقاء ببيئة عمل رقمية داخلية محفزة وحاضنة للإبداع، وتحسين كفاءة الأعمال الرقمية وموثوقيتها.
جرأة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتحول الرقمي وطموحاتها تجلت في إطلاق العديد من المنصات الرقمية بالإضافة إلى تطبيقها الموحد، وحققت الوزارة العديد من الإنجازات على صعيد التحول الرقمي؛ حيث حصلت مؤخراً على المركز الثاني في قياس التحول الرقمي لعام 2023 على مستوى الوزارات والمركز الرابع على أكثر من 226 جهة مشاركة، كما حصلت كذلك في 20 ديسمبر 2023 على المركز الثاني لمؤشر كفاءة المواقع الإلكترونية والمحتوى الرقمي متنافسة مع أكثر من 380 جهة مشاركة، كما أسهمت وكالة التحول الرقمي مع هيئة الحكومة الرقمية والجهات ذات العلاقة في تحقيق أكبر قفزة في ترتيب المملكة في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية لتحتل المملكة المرتبة 31 عالمياً لعام 2022، كذلك أسهمت وكالة التحول الرقمي في حصول الوزارة على المستوى الفضي في جائزة الملك عبدالعزيز للجودة للعام 2022، من بين 300 جهة مشاركة.
نظرة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الطموحة ليست مقتصرة على ما نلمسه منها اليوم، فهي تعمل بكل نشاط وحيوية على بناء الآليات وتبني التقنيات من أجل الغد، وتسعى وفق رؤية تسهم في الوصول إلى إنجاز الأهداف المرجوة ضمن بيئة منتجة، تمكن المستفيدين منها في تحقيق آمالهم.