الحج للمشاعر المقدسة ركن خامس من أركان الإسلام لـ{مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}..
شرفت الحكومة السعودية أن تكون راعية لهذا الملتقى الكبير والحشد البشري السنوي في أماكن محددة للعبادة.. فكان هذا النسك الفضيل الهاجس الكبير لحكومتنا الرشيدة منذ توحيد هذا الوطن الغالي على يد المغفور له الملك عبدالعزيز والملوك أبنائه من بعده حتى عصرنا الحاضر وحكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
توسعات دورية للحرم المكي الشريف لم يسبق لها مثيل وصيانة وتطوير وتجديد داخل الحرم ومحيطه وتطبيق كل مافيه راحة الحاج والمعتمر والزائر.. ومن يغيب عن هذا الحرم ويأتي يدهش بكل إضافة إيجابية وتنظيم مدروس.. بل تمتد الخدمات لمحيط الحرم بالمنطقة المركزية وما يصاحبها من خدمات مساندة وشق أنفاق وطرقات تسهل الوصول للحرم الشريف بكل يسر وسهولة وتوفير وسائل مواصلات ترددية.
والمشاعر المقدسة (منى وعرفة ومزدلفة والجمرات) لم تألُ جهداً الحكومة الرشيدة في تطويرها خلال سنوات حتى أصبحت أكثر ملاءمةً واستيعاباً لملايين البشر في زمن محدد بل بذلت قصارى جهدها في تلطيف أجوائها الحارة وتسهيل الطرق بها وتخفيف الزحام بمرمى الجمرات وجعله على شكل أدوار متطابقة ووفرت مجموعات من دورات المياه والمواضئ.. بل أزاحت مساحات من سفوح الجبال لزيادة القدرة الاستيعابية.. مع خدمات صحية تفوق
الوصف وترتقي للعالمية قد لا يجدها بعض الحجاج في بلده.
والأمن العام بالحج أولية عظيمة حتى يؤدي الحجاج مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان.. فرأينا عيوناً ساهرة من جميع القطاعات برتب مختلفة كانت تسعد بخدمة ضيوف الرحمن بكل أريحية تجاوزت الخدمة الأمنية إلى إدخال السرور على الجموع ولا سيما كبار السن هنيئاً لهم هذه الروح والمشاعر والصبر.. لقد حملت لنا الصور مشاهد
إيجابية من حسن معاملتهم ولطف خدمتهم.
هذا التجمع البشري والحشود في مكان محدود وزمن فصير يحتاج إلى تنظيم ودراسة وتخطيط وحكومتنا مع انتهاء
كل موسم.. ومغادرة الحجاج إلى بلادهم تبدأ قصة الإستعداد للعام القادم والتنسيق مع الدول الإسلامية لمعرفة العدد المقدر لحجاج كل دولة.. وتوعية الحجاج وتثقيفهم في بلادهم من خلال برنامج (الطريق إلى مكة) حتى وسيلة وصولهم لبلادنا.. وتهيئة الشركات الخاصة بتقديم خدمات الحجاج النظاميين والمصرح لهم رسمياً بالحج.. بل تحاسب حكومتنا الشركات المقصرة بهذه الخدمة.. وتسقط الشركات الوهمية في وقت مبكر.
ولكن هناك شركات حج مضللة في بعض الدول قد تتسبب في تقصير بمتابعة حجاجها أو تكون مهملة وغير صادقة.. وهناك حجاج (ليس لديهم تصريح) حج وجاؤوا بزيارة عمرة برمضان وواصلوا إلى الحج وليس هناك من يقدم لهم خدمات وأقلها تلافي حرارة الشمس الشديدة..
ناهيك إن بعض الحجاج عانى من الإجهاد الحراري أو يحمل أمراضاً مزمنة.. على ضوء ذلك وبقدرة الله كانت هناك حالة وفيات أعلنت عنها وزارة الصحة.. رحمهم الله وتجاوز عنهم.
وعلى ضوء تلك الحالات.. نهضت أقلام حاقدة تنفث سمومها على وطننا الغالي.. وترسل مقاطع مضللة وصوراً مزيفة بل ربما موجهة.. رافعة صوتها وداعية إلى تسيس الحج وقادحة بكل الخدمات المقدمة خابت وخسرت وقد أنصفنا المنصفون وأصوات الحق وشهادة آلاف الحجاج والبعثات المشاركة أما أولئك فخابوا وخسروا.. وتذكرت بالمناسبة قول البدر رحمه الله:
ما نيب عن هرج
المعادين نشّاد
عجاجة جانا المطر من وراها
وإن جدد الظالم مزاعمه وش عاد
هذا هو نفسه وهذا جداها