في يوم الجمعة 19 من المحرم 1446هـ رحل الأخ والصديق العزيز سعد بن عبدالمحسن السويلم.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
لا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى فكلنا راحلون ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.. لكن رحيلك أبي عبدالمحسن آلمني وبشدة وأحزنني بما لا إرادة لي فيه إلا أن أصبر.. فالسنين معك عرفت من خلالها خصالاً أنت تخفيها عن الآخرين لأنك تريد بها وجه الله تعالى.. ابتسامة لا تغادر محياك صباح مساء، حتى في وقت الجد والجهد تبقى ابتسامتك عنوانك.. كان الجميع من حولك إخوانك عن يمينك وشمالك وأنت منهم روح العطاء والبذل التي سخرتها لأجل أعمال خير هنا وهناك وليس غريباً ذلك منك فأنت ابن الراحل الشيخ عبدالمحسن أنت وريث هذا العطاء من الراحل والدك عليه -رحمة الله- عين المجتمع ورجل الأعمال الذي عرف في بره وعطائه أكثر من تجارته وأعماله. كنت عبدالمحسن الذي لم يرحل، فيك حسن خلق كريم العطاء سخي البذل نقي السيرة والسريرة.. عقود من عمرنا يا أبا عبدالمحسن.. العمل بصمت حتى في وطنيتك من خلال الأعمال واللجان التي أنت أحد أعمدتها.. نبدأها صباحاً حيث كنت الملهم بالجد والإخلاص وفي المساء يبقى من صوتك زاد للصباح القادم فلقد كنت قريباً من كل شيء من الخير والنبل.. خلقت بيئة هي بيتك الثاني.. إخوة عاملون وفق مبادئ الالتزام والصدق والأمانة.. رحيلك ياسعد أحزنني أكثر مما أحزن أهلك وذويك.. كنت الأخ والصديق والعلم و(المَعْلَم).. يا سعد الحزن على فراقك لن يداوي جراحنا بفقدك حزن لا تسعه قلوبنا الضعيفة دموعنا لن تروي بعد اليوم عطشنا لرؤيتك .. ما يمكن أن يخفف آلامنا وحزننا أنك رحلت إلى دار أفضل من دارنا بين يدي رب رحيم.. وتركت فينا قيماً جليلة ومبادئ سامية تبقى دعواتنا أن يحسن الله نزلك ويوسع مدخلك ويجعل مثواك روضة من رياض الجنة ويرفعك في عليين.. كنت في هذه الدنيا زاهداً شاكراً أنعم الله ملتزماً بدينك إرضاءً لله وخيراً تنفقه يمينك لا تعلم به شمالك.. وثقتنا برب رحيم.. لأسرتك ومحبيك ولنا جميعاً الصبر والسلوان ولك من ربنا الرحمة والمغفرة.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- صالح بن عبدالله بن نوح