يارب..احفظ لنا مليكنا
فهد عبدالكريم المعجل
مدير عام شركة المعجل التضامنية وعضو مجلس منطقة حائل

نتوجه لله العلي القدير في ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.. حفظه الله.. بالشكر والدعاء، ونتقدم بالطاعة والامتنان ان وهبنا هذا الملك العظيم الذي كانت مراحل عمره المختلفة منذ كان الامير فهد علامات بناء تجاوز بها من تاريخنا مراحل عصيبة، وصنع امجاداً وانجازات لا حصر لها.
ومنذ اولى مشاركاته في العمل العام اثبت جدارة وكفاءة وحزماً في توليه الامور وادائه المهام التي اوكلت اليه من العاهل العظيم الملك عبدالعزيز.. طيب الله ثراه.. وكانت البلاد واهلها كل همه، ومصدر احساسه بالمسئولية التي قام بها خير قيام، وقام ببذل اقصى الجهد بجرأة واقدام يميزهما سمعة حسنة وخلق طيب، وتدرجت جهوده في خدمة البلاد تضيف للوطن لبنات متتالية في كل مرحلة من مراحل البناء التي شارك فيها، فأحبه ابناء شعبه، واخلصوا له الولاء، واحاطوه بثقتهم، وحفر لنفسه اعز مكان في قلوبهم بطيب سجاياه وحرصه على مصالحهم التي كانت دائماً نصب عينيه.
كان القائد وكان الاب..مثالاً للايثار لا الاثرة..فعالا للخير..مصالح الوطن عنده لا تقبل المساومة ولا التهاون، وفي الازمات كانت قيادته الفذة مصدر فخر للوطن وابنائه، وكان نهاره وليله عملاً وجهداً لا يعرف الكلل يحشد الاصدقاء، ويدفع بالتي هي احسن وعينه لا تغفل عن مصالح البلاد والعباد حتى تخطت سمعته حدود الوطن لتغطي الكون، ويعرف العالم كله كم هو عظيم وحكيم هذا الملك.
واليوم في هذه الذكرى العزيزة على الوطن وقلوب ابنائه نتوجه الى بارئ السماوات والارض بأكف ملؤها الرجاء والدعاء ان يتم علينا فضله ونعمته وان يحفظ لنا مليكنا وابانا ليواصل قيادة الوطن ويحقق لنا الرجاء بعد الرجاء.
حارس العلم
بدر بن عبد الله العردان
مدير عام الادارة العامة لكليات البنات بمنطقة حائل
بعد مرور عامين بعد المائة الأولى على توحيد المملكة على يد مؤسسها جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه صاحب الفضل الأول بعد الله عز وجل في جمع كلمتها، وترشيد وجهتها، واقامة أمرها على منهج الله القويم، وشرعه العظيم، يأتي احتفاء المملكة بمرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مقاليد الحكم في المملكة، وذلك في وقت يأتي التعليم والاهتمام به على رأس ما تهتم به المملكة، وتهدف الى تحقيقه في كافة المجالات من خطط طموحة، وأهداف غالية تستشرف من خلالها آمال مستقبلها القائم على مفاخر حاضرها المجيد، وأمجاد ماضيها التليد، ذلك الاهتمام الذي يرتبط بأصوله في الماضي منذ توحيد المملكة، ويقوم على الادراك الواعي والفهم الذكي لما للعلم من دور خلاق يؤديه ويؤثر به في حياة الأمم والشعوب تحقيقا لصحة خطوها، وسلامة سعيها، ورشد توجيهها.
وبحكم ما للمملكة من مكانة القدوة بحكم ما تفضل الله عليها واختصها به، من وجود بيته الحرام قبلة كل مسلم بين جنباتها، وبحكم ابتعاث النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وعيشه بين أرجائها، فكان أول ما تنزل عليه من كلام الله.
كما تجدر الاشارة الى انه انطلاقا من قناعة أولي الأمر بما للفتاة من دور ايجابي هو الأبلغ اثرا في تربية النشء التربية السليمة، والأرجى أملا في إعداده الاعداد الصحيح كان ان خص تعليم البنات بجهة مستقلة ترعاه وتقوم بأمره على الوجه الأكمل والأمثل، فكان ان صدر المرسوم الملكي بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1379ه تبعه في عام 1380ه صدور البيان الملكي المنظم للقواعد التي تحكم تعليم البنات في المجتمع السعودي، والتي ارتأت تقسيم البلاد الى مناطق وادارات تشرف على التعليم العام بمراحله المختلفة.
ثم كان صدور الامر الملكي رقم 842 لعام 1388ه بتشكيل لجنة عليا لدراسة ووضع مشروع التعليم الجامعي للبنات، ذلك المشروع الذي استكملت به منظومة التعليم في المملكة.
على ان الامر لم يتوقف عند هذا، بل تبع ذلك تفعيل لمعاهد التعليم المختلفة، وتعظيم لدورها، وترشيد لأدائها، وتمكين لها ليتأتى أداؤها على النحو الأمثل، والصورة الأكمل بالتوسع فيها من ناحية الكم، والترشيد لها من ناحية الكيف، فزاد عدد كليات البنات لتقارب الثمانين، كما أخذ التوسع صورة انشاء الأكاديميات المتكاملة لكليات البنات، كما زاد عدد الكليات التي أقيمت فيها برامج للدراسات العليا لكل من مرحلتي الماجستير والدكتوراه، تلبية لرغبة أعداد تتزايد عاماً بعد عام لباحثات من بناتنا لا يحد طموحهن نحو العلا حد، التماسا لمستقبل أكثر إشراقا يتغشى فيه نور العلم كل فج، وتضيء شمس المعرفة فيه كل درب.
دعوة صريحة الى العلم، فسار يتغشى به كل فج، ويسلك كل درب، يجلي الحق، وينشر العدل، ويجعل من طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.
لذا كانت أن آلت المملكة على نفسها، ان تهيىء العلم وتيسره على طلابه مصطبغا بصبغة الدين الحق، ومفعما بمقاصد الشريعة الغراء، ومقيدا بضوابطها التي تضمن للمتعلم السلامة من الزلل، وتجنبه الشرود والانحراف، وذلك من خلال ما شيدته للعلم من صروح شامخة، وهيأته من مدارس وجامعات ومراكز للبحث العلمي، وما كان من ان خصصت معاهد للبنين وأخرى للبنات.
ومن المسلَّم به أن التعليم من حيث العمل على نشره، والتوسع فيه، واتاحته بتيسير أسباب تحصيله قد مر بمراحل عديدة بداية من العام 1343ه حيث اثمر اجتماع الملك عبد العزيز رحمه الله مع العلماء والأعيان في مكة المكرمة عن صدور أول بيان رسمي عن أهداف التعليم، ونشر التعليم الديني، وتعليم القراءة والكتابة، ومرورا بعام 1345ه حيث صدرت التعليمات بتكوين مجلس الشورى الذي أكد على التعليم، كما تم انشاء مديرية المعارف ومجلسها، ثم افتتاح المعهد العلمي السعودي بداية لتكوين الكوادر الوطنية من المعلمين الى جانب استحداث فرع لتدريس القضاء الشرعي بالمعهد، وفي عام 1369ه تم انشاء كلية الشريعة كأول كلية للتعليم العالي في المملكة.
على أن من الحق أن يشار الى ان ما يمكن تسميته بمرحلة التحولات الكبرى في مجال التعليم بدأت في ربيع الثاني من عام 1373ه بصدور المرسوم الملكي رقم 5/3/26/4950، والذي يقضي بانشاء وزارة المعارف السعودية لتصبح الوزارة المسؤولة عن التعليم والتي أسندت المسؤولية فيها الى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز، والذي صار رائد التعليم الأول في المملكة بما تحقق على يديه من انجازات هائلة وطفرات ملموسة، ترجمت عن وعي مبكر، وحكمة بالغة، وخطوات مدروسة أثمرت نهضة تعليمية شاملة كما وكيفا، اذ تم تبني أول مشروع للسنوات الخمس المستقبلية في التعليم. كما تم انشاء أول جامعة وهي جامعة الملك سعود والتي افتتحت أول كلياتها وهي كلية الآداب عام 1377ه، كما تم انشاء الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة عام 1381ه، كما كان انشاء كلية البترول والمعادن عام 1383ه والتي آل أمرها الى ان صارت جامعة عام 1395ه 1396ه ليعدل اسمها لتصبح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وفي عام 1387/1388ه افتتحت اولى كليات جامعة الملك عبد العزيز، كما صدر المرسوم الملكي بانشاء جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1401ه وان كانت نواتها الأولى ترجع الى الماضي عندما أمر الملك عبد العزيز بانشاء كلية الشريعة في مكة المكرمة عام 1369ه، ثم كان ان انضم كل من فرعي جامعة الملك سعود، وجامعة الامام محمد بن سعود بأبها ليكونا نواة لجامعة الملك خالد بن عبد العزيز لتصبح الجامعة الثامنة بين جامعات المملكة.
حفظ الله للأمة باني نهضتها، وراعي مسيرتها، ورائد التعليم الأول فيها خادم الحرمين الشريفين، وحفظ سمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، ودام لبلادنا عزها وسؤددها، وجزى الله القائمين على تعليم البنات في المملكة كل خير وعلى رأسهم معالي الرئيس العام لتعليم البنات الدكتور علي بن مرشد المرشد وسعادة وكيل الرئيس العام لكليات البنات الأستاذ الدكتور عبد الله بن علي الحصين. رعى الله بلدنا الأمين، وبارك في سعي وجهد المخلصين.