أومأ برأسه.. وزمّ شفتيه وقال ببطء أممممممممم

(أريد كوب قهوة دافئ)

كيّ تصبح كلماتك أكثر وضوحاً على الأقل بالنسبة ليّ..

- بنظرة.. مرتابة مدّ له الآخر كوب القهوة وهو على علمٍ مسبق بأن جميع منبهات العالم لن توقظ ضميره (الميت) ..!!

ذاك الضمير النتنّ الذي تفوح رائحته من بعيد..!

أرهق أصبح يشعر بالإغماء يريد أنّ يتقيأ..،,

يعلم جيداً بأن الناس لن يراعوا مشاعره فهم يتقاسمون معه القساوة ذاتها سيديرون ظهورهم وسيسمحون له بأن يقوم وحده بالتنظيف..!

وكأن سطح تلك الطاولة المجاورة منزله

وكأن أدراجها غرفه..!!

ها هو يضيع مرة أخرى في بلدٍ لم يعد يألفه!!!

ما أصعب أن تكون إنساناً حراً ويتحكم بك العديد من الأشخاص..!

تقف وتشاهد بذهول أربعة، خمسة، ستة، سبعة.. أشخاص تحاول أنّ تعدهم جيداً لكنك لا تتمكن من ذلك؟!

تشعر بدوامة حلم لا ينتهي

تتلاشى ويتلاشى كل شيء..

ويبقى الشيء بعيداً تقرأ السير الذاتية لكل واحد منهم غالباً ما يكون لسيرة حياة الآخرين أهمية تطغى علينا ربما لأن أصحاب السير يبالغون في تنقية قصصهم وتنظيف أحداثهم

حتى لا يصبحون ذاك الشخص العاديّ النموذجي المألوف....!

علينا أنّ نكتم الحقيقة في حين أنّ الآخر كشف اللعبة....؟!!!!

لقد استغلت الطيابة كثيراً

حتى أننا عدنا للبداء.. وتذكرنا تفاصيل سريعة

حادثة التفاحة والخطيئة,,

وكأننا علقنا الخطأ على شخص واحد، قلب واحد..!

والحقيقة بأننا جميعاً قمنا بسرقة التفاحة!!

ولكننا لم نحترق بالنار

بقينا على قيد الحياة كيّ نقتل بعضنا بعضاً..

ونتحول لغربان ثم نعود مرةً أخرى نطير بأجنحة سوداء.. ونقف على شجرة الهلاك

هناك أولئك الذين وجدوا النهاية..

وهنا على الطرقات نحن نسمح للمارة جميعهم بأشكالهم المختلفة برشقنا بالحجارة..

نحمل علماً صغيراً ونقّبل ذكرياتنا.. ونبتسم..!!!

...

لم يبق شيء ليفقده..

سكب له كوباً آخر من القهوة

لم يشعر بغثيان هذه المرة؟!!

اعتاد الآن على رائحة الضمير (النتنة)

من أجل أنّ يستلذ القهوة (فقط)

لا بد أنّ يصبح منهم.......!!!!

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244