الباب يطرق بحذلقة، كنت أشك بوجود أي جسد هنا، على الأقل في مكمني المخبوء فوق الأسرة، لا أعرف ما الذي يدعو أعواد الكبريت إلى الاشتعال، على الرغم من أن الأجواء الحارة لا تمضغ الصوف!
وكأن الباب الذي يطرق الآن يغمض عينه اليمنى ويتخاشب بالأخرى، منتصباً لا حراك سوى الجدار الذي يركل ظلي عندما أنفث سيجارة!
...>>>...
يسعى القاص ظافر الجبيري منذ مشروعه القصصي الأول (أسنان الغزال) حتى عمله الجديد هذا (الهروب الأبيض) إلى بناء قاعدة حكائية واضحة ينطلق منها، ويبث من خلالها لواعج
شخوصه، وهواجس لغته وتداعيات الأحداث في كل قصة، فهو إلى جانب هذا التوحيد لبناء
الحكاية نراه وقد عمد إلى تكنيك الومضة الحديثة كما في القصة الأولى (صاحبي)...>>>...