الفيصلُ المشهودُ بالوقفاتِ
ذكرى تُعَلِّم أروع اللفتات
وقضى المهيمنُ أن يفوزَ شهادةً
تسمو به في روْضةِ الجنّاتِ
عاش الحياة بهمةٍ وتواضعٍ
ويُزلزلُ الأعداءَ في الأزماتِ
يدعو الإله صلاةَ عبدٍ قانتٍ
في المسجد الأقصى رُبَى الرحماتِ
أسدٌ جسورٌ لا يهابُ عَدُوه
ويخيفُه في أحلكِ الأوقاتِ
أرسى صروحاً لا تُهَزُّ عمادُها
ثبتتْ بنا في عاصف الهَبّاتِ
وقضى بحكمٍ عادلٍ وبصيرةٍ
وبحكمةٍ قد ذلّل العقَباتِ
رجلُ المواقفِ حينَ قَلَّ رجالُنا
ولهُ الأجورُ بأطيبِ الدعواتِ
قد كانَ يعلمُ أنّ عِلْمَ بناتِنا
وشبابِنا منْ أعظمِ القُرُبَاتِ
أهدى لنا عِزَّاً يقودُ لرفعة
وغَدَا المِثَالَ لقمةِ القدواتِ
للهِ درُّكَ كمْ بكتْكَ يتيمةٌ
قدْ نالَ منها هادِمُ اللّذّاتِ
ولآلِ فيصلَ من جليلِ مكارمٍ
تُهْدَى لنا بالحبِّ والبَسَماتِ
ما زلتُ أذكُرُ إذ تُرَبِّتُ كفُّهُ
رأسي الصغيَر مداعباً وجَناتي
لن أنسى يومَ الدَّفْنِ صورةَ والدي
يَرمي العِقَال يغصُّ بالعَبَراتِ
وبكاهُ دهراً لا تَجِفُّ دموعُهُ
ودُعاؤه بالصّوْتِ والهمساتِ
أدْعوكَ ربي ذا الجلالِ لفيصلٍ
بِجِنَانِ عَدْنِكَ رِفعةَ الدرجاتِ
سهير بنت حسن عبدالله القرشي
- عميدة كلية دار الحكمة بمحافظة جدة