إعجاباً بما كتبه الدكتور عبدالله الفيفي تحت عنوان (موقف ابن خلدون من العامية) المنشور في المجلة الثقافية الصادرة يوم الاثنين 5-11-1429هـ وبما أن الرائد لا يكذب أهله، فإني أبعث إليكم بمقاطع من قصيدة طويلة عنوانها (قالت لي الفصحى).
العامية رجلها معطوبة
ولسانها معوّجة كاللام
ولدت بلا عظم وكل كسيحة
هيهات أن تمشي على الأقدام
إني رأيت العامية كالعمى
شكلاً ومضمونا وسوء نظام
وإنما الفصحى المليحة وحدها
جديرة بالحب والإكرام
أليست الفصحى تلم شتاتنا
وتحول دون قطيعة الأرحام
ما أشبه الفصحى بأحلى لوحة
قد أبدعتها ريشة الرسام
يا أيها الفصحى ألسنا نجتلي
شمس الضحى من ثغرك البسام
وجدتني مستغرقاً في حبها
من غير أن أصغي إلى اللوام
لن أتخلى عن بيان الحق ما
دام يسيل الحبر في الأقلام
ولسوف نحميها بكل وسيلة
والله رب العالمين الحامي
ولسوف تبقى في الحواضر والقرى
رمزاً لوحدة أمة الإسلام
نعتز بالفصحى وتعتز بنا
ما دامت الأرواح في الأجسام
قالت لي الفصحى بكل صراحة
متاعبي شتى وجرحي دامي
عانيت من هجر الأحبة دون أن
أشكو لغير الله من آلامي
يا معشر النقاد من أهل الحجى
ما بالكم صمتم عن الإفهام
صوم الكرام عن الكلام يزيد من
تطاول الحمقى على الأحلام
أدوا ضريبة ما تعلمتم ولا
تستبدلوا الإقدام بالإحجام
حتى نرى الفصحى تعيش بصحة
وسلامة من آفة الأورام
فالعلم في شرع الإله أمانة
كتمانه يفضي إلى الآثام
النحو يا من تجهلون علومه
ملح الكلام وعمدة الأحكام
لولاه لأضحى الكلام سماجة
ممزوجة باللبس والإبهام
النحو من عهد الخليل ميسر
وليس يستعصي على الأفهام
لكن أبناء العروبة غربوا
والغرب ضد العالم الإسلامي
يصفونكم بالعالم النامي ولم
تستيقظوا يا معشر النوام
كيف تسود العامية بعد أن
أضحت صروح العلم كالأعلام
إن الفصاحة سوف تبقى دوحة
تظلنا من حر يوم حامي
ومحاطة بالحب من أبنائها
شيباً وشباناً مدى الأيام
هذا الذي أحببت أن أدلي به
وللجميع تحيتي وسلامي