وأخيراً عادت هذه الملحقة المهمة بعد طول غياب لأول مرة يحدث في مسيرة هذا الفصل الثقافي المهم التابع لصحيفة الجزيرة وأن تتوارى عن الأنظار وتحتجب خلف الواقع الاعتيادي كطبيعة لأي نشاط يقوده حراك إنساني يؤمن بالتجديد والتطوير ومن ثم التغيير (إذا لزم الأمر) العائد بالفائدة والنفع للجميع وكما ذكرت هي ذاتها - الثقافية - في صفحتها الثالثة في العدد 256 الصادر بتاريخ الاثنين 14 شوال 1429هـ (تعود (الثقافية) بعد أول إجازة صيف تأخذها منذ صدورها في 3-3-2003م، وقد كانت فرصة للمراجعة نحتاجها كي نرى ما قدمنا ونخطط لما سنقدم)، وبعد أسطر (خارطة الثقافية (شكلا ومحتوى) تغيرت كثيرا خلال أعوامها الستة لكنها بقيت محافظة على نهجها مؤمنة بحق الجميع فيها ليقولوا وليجدوا دون استثناء أو مجاملة).. وكنا على أمل أن تصل أعداد (الثقافية) الماتعة إلى قرابة (العيد المبارك كما هو المألوف والمتعارف عليه.. والذي درجت عليه (الثقافية) كل سنة) إلا أن ما قرأناه في صحيفة الجزيرة (الأم) عدد 13080 في الاثنين 18 رجب 1429هـ تحت عنوان (بعد العيد) بمناسبة إجازة الصيف فإن (المجلة الثقافية) سوف تستأنف صدورها بحول الله بعد إجازة عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير - جعلنا نزداد غرابة وتعجبا وبخوف لافت على أن تكون بداية النهاية أو الإعداد لها.. بالرغم من أن ثقافة الجزيرة نقلت ما يصل إليها باسم المجلة الثقافية إليها مما يدل على اهتمام المسؤولين والمعنيين في المجلة بهذا المجال وبمن أولى هذا الجانب كل عناية والتفاتة من كتاب أو متداخلين فبعد ذلك الإعلان والتنويه المنشور يعتبر العدد (255) الصادر بتاريخ 11 رجب 1429هـ هو آخر الأعداد، وتعد هذه الخطوة هو أول مرة تخطوها (المجلة) طيلة مسيرتها الثقافية وبنائها الفكري والأدبي.. فكانت بحق قيمته بالاستقراء والمتابعة حتى في نقصان صفحاتها واختصار موضوعاتها فالمهم!! عند المهتمين بها والمنتظرين لها أن تبقى على عادتها في أيام الإجازات والمناسبات ولا تحرم المراقبين لها من إطلالتها الأسبوعية وتميزها المتواصل ومن تضيفهم بها من خلال أعدادها الممتازة والإبداعية كالتي تحفل بالرموز والشخصيات الفاعلة في حيواتنا المتعددة بسرد سيرتهم الذاتية والتخصصية، أو الموضوعات المهمة والمستأثرة في المشهد الثقافي والفكري في الأعداد السابقة كالعدد التذكاري للدكتور الغذامي والمعنون (بالثقافوي) والعدد الخاص بالشعر والمعنون (أنتم الناس أيها الشعراء) والعدد 254 الصادر بتاريخ 4 رجب 1429هـ والمعنون (برحلة اليقين) الخاص بمسيرة د. مصطفى محمود وهو من أبرز الأعداد الإبداعية والتذكارية الجديرة بالاهتمام والمتابعة، وقد جاء في وقت يتزامن مع احتياج - الدكتور - إلى وقفة تأمل واستدعاء لحضوره ومكانته العلمية والثقافية من قبل مريديه ومحبيه.. كان من المفترض أن تستمر هذه (المجلة) في الصدور ليظل الانتظار متوجها إليها وشعور (المجلة) الدائم بتقديم كل ما هو جديد ومناسب للقارئ ولتكون أيضا شاملة على أكثر المناسبات والفعاليات.