سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفقه الله
فمنذ بداية صدور المجلة الثقافية كل يوم اثنين مرافقة للصحيفة، وأنا غبط بها، نهم بقراءتها، وقد اطلعت على ما نشر في عدد الثقافية يوم الاثنين الموافق 5-11-1429هـ من مقال للأستاذ عبدالله الملحم ناقداً لكتاب للأستاذ محمد المشوح، وقد هالني هذا المقال، وما احتوى عليه من خروج عن الأدب العلمي، والخلق الثقافي في النقد، حيث إنه يقال: إن الناقد لا ينتقل إلى نقد الذوات إلا في آخر مراحل نقده، غير أن الأستاذ الملحم ابتدأ بنقد الأشخاص قبل أن يتكلم عن مضمون الكتاب المنقود، وأظهر نيته من بداية عمله.
ولأن وجود مثل هذا الأسلوب بين المثقفين يحز في النفس، ويؤلمها، وبما أن المقال ذو حلقات، والمتوقع أن يزداد النقاش في هذا الموضوع دون فائدة، حيث انتقل - كما أسلفت - من نقد الكتاب إلى نقد الكاتب، وما قد يثيره الاستمرار فيه من مشاحنات ومساجلات، لا تخدم أحداً، فالأمل أن يوجه سعادتكم بعدم الاستمرار في نشر هذا المقال أو توابعه.
وقد عرفت من خلال علاقتي بسعادتكم حرصكم على قطع مثل هذه الأمور.
عبدالرحمن بن علي بن محمد العسكر
****
الثقافية:
مع تقديرنا لوجهة نظر الأستاذ الكريم، نود إيضاح ما يلي:
المواد المنشورة لا تعبر عن وجهة نظر (الجزيرة) أو (الثقافية)، وقد سبق أن أصدرنا ملفاً عن العلاَّمة الشيخ محمد العبودي الذي نكن له كل التقدير ونحسب له فضل الريادة في قضايا الجغرافيا والرحلات والأنساب، ونعرفه عالماً عاملاً زاهداً في الأضواء. وأجرينا معه حوارات منوّعة كان من أبرزها (واجهة ومواجهة)، كما نشرنا ملفاً عن أستاذنا الدكتور حسن الهويمل، هذا عدا احتفائنا بثلوثية الدكتور محمد المشوح وتقديرنا لجهوده الكبيرة في خدمة المشهد الثقافي.
حق النشر كما الرد مكفول لمن شاء في ظل المعايير المعتمدة، وقد سبق أن نشرنا بعض التقريظ والتأييد للكاتب وللكتاب وسوف نواصل النشر معتزين بالجميع.
السجالات العلمية حتى بين علماء السلف لا تخلو مما هو خارج الأقواس، ونتمنى أن نصل إلى مرحلة ثقافية تقودها الموضوعية ويعتمرها الهدوء وتخلو من الشخصنة التي تسيء إلى كاتبها قبل أن تسيء إلى المكتوبة عنه.