لماذا تجافيْتِ يا حُلوتي
وخلّيتني نهبَ أحزانيه
أسائلُ عنكِ النّسيمَ العليلَ
إذا مرّ وَهْناً على الفاغيه(1)
واستخْبِر الفُلّ والياسمين
وزهرَ البنفسج والغاليه(2)
وأستنبئُ المسْك والزّعفران
وأُصْغِي لوشوشة الساقيه
وألثُم في مقلتيْكِ الحنان
ومِنْ شفتيْكِ جَنَى الدّاليه(3)
أُحَدِّثُ عنكِ الصباحَ الجميلَ
إذا ما تنفّسَ في الرابيه
بأنّكِ لي بلسمٌ نافعٌ
وأنكِ زادي وأزْواديه
وأنكِ حانيةٌ برّةٌ
وأنكِ اشراقةَ العافيه
وإنْ مضني ألمٌ مُبْرِحٌ
ففي يدكِ اللّمسةُ الشافيه
وإنْ مسّني عارِضٌ مُؤلِمٌ
هرعتُ لأحضانِك الدافيه
فأسكنُ ثمّةَ في نعمةٍ
وأزهو على كلِّ أقرانيه
وإن أغطشَ الليلُ أشْعلْته
وبدّدت ظُلْمَتَه الدّاجيه
فتُسْعدُني بسمةٌ حُلوةٌ
وتُشْعِلُني اللّفْتةُ الحانيه
يداعبُ إحساسي طِيبَ اللِّقا
وتأسِرُني النّظرةُ الساجيه
فيهتزُّ فيّ شعورٌ جميلٌ
ويغمرُ بالدِّفء إحساسيَه
فأشعرُ أني قريبٌ إليكِ
وأنّ قطوفَكِ لي دانيه
وأنّي ملكتُ الفضاءَ الرّحيب
وحلّقْتُ في القمم العاليه
فطوبَى لمن حازَ منكِ الرضا
وطوبَى لمن حظُّهُ الغاليه
****
(1) الفاغية: ضَرْبٌ من الرياحين، وقيل هي زهرُ الحِنّاء، وهي من أطْيب الرّياحين. ومعنى إذا مرّ وهْناً: أي إذا مرّ ليلا.
(2) الغالية: ضَرْبٌ من الطيب. وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كنتُ أُغَلف لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية. (النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير. مج2 ص318).
(3) الدالية : شجرة العِنب وجمعها الدوالي.