(محاولة):
عطفاً على ما كنتَ تهرفُ ،
أو ستعرفُ ،
أو تخرّفُ كونكَ الـ.. ما كنتَ إلاّ
موغلاً في الانعطافْ..
عطفاً على مطرٍ ستشربه الملوحةُ ،
ثم يحضنه الجفافْ..
حاولْ ملاسةَ الأكفِّ الناعماتِ، فربما
وجدَتْ مراكِبُكَ المشرّدةُ الضِفافْ.
(صدمة):
ليستْ على ما تشتهي..
أبداً ، ولا حتى على ما كنتَ ترغبُ
من حياتكَ.. بعد صبركَ
أن تعودَ إلى المصبّات الفُراتِ ، تلمّ أطرافَ الشتاتِ
وتنثني؛
كيما المسافةُ تنتهي..
هي ذي تمدُّ شراعها ، نحو انسدال ستارةٍ
سقطتْ على أرضٍ يزلزلها الزمانْ..
هي ذي تمدُّ ذراعها ، لتصدَّ عن عينيكَ بعضاً
من شموعٍ.. كاد يشعلها وفاءُ الجمرِ
في بعض المكانْ.
ليستْ على ما تشتهي ،
فافهمْ.. وعُدْ
من حيثُ أطلقتَ العنانْ..
(سقوط):
السقوطُ الحُلْمُ مفتَتَحٌ لخاتمةٍ
ستُكتبُ..
أو ستُمحى..
أو سيذكرها الرحيلُ.
السقوطُ الحُلْمُ للحيرانِ والناسي.. دليلُ !
فليسقط الوهمُ الجميلُ !
ولتسقط الذكرى ، إذا كانت ستسرق عمرنا..
وليسقط النسيانُ في النسيانِ
وليحيَ البديلُ المستحيلُ..!
(وقفة):
وتبعثرتْ فينا حكاياتُ الأحبةِ
غائبينَ..
مغيَّبينَ..
ويسرفون الخطْوَ نحوَ الاغترابْ.
هل بعد هذا البابِ بابْ ؟!
(تحسُّف):
سيدومُ هذا الصمتُ ، حتى
يستعيد إليكَ بعضاً من مشاوير التنفُّسِ
بالحروف العاريات من المعاني..
سيدومُ هذا الصمتُ فيكَ، ومنكَ
حتى..
تستفزّ قصيدةً كُتبتْ خطوطاً في يديكَ
وأنتَ تقبضُ من طلاسمها وجودكَ في المكانِ..
هل كنتَ في صمتٍ تعاني؟
هل كنتَ - حتى - في سكون الصمت مبتذلاً.. تعاني؟؟
(ارتخاء):
في الحزن وصفٌ للغريبْ.
في الغربة الصفراء ترتسمُ الغشاوةُ ، في عيونٍ
سوف تفتقدُ الحبيبَ..
وربما تنساهُ (يُنسى)..
مثلما تُنسى الأمانيُّ التي انهزمتْ على كفِّ النصيبْ
فلترتخ الأعضاء ، في بلدٍ
بلا ولدٍ
ولا حتى قريبْ
وليرتخِ الجفنُ المريبْ
(خروجٌ آخر):
من ذا سيفهمُ أنّ بعدَ السكتةِ الأخرى
تكونُ مناطقُ الأشياء..؟
من ذا سيُعرفُ أوّلاً، من آخر العُرَفاءْ..؟!
(.. فهي الحياةُ تضمّنا، مهما افترقنا
واحترقنا حول نجمتها المثيرةِ..
سوف يفجعنا النداءْ :
هذا أوانُ الفجوة - السوداء - في شفةِ المراوح
تنتشي..
وخبيئةُ الأيام كشّفها المساءْ).
فاخرج إلى الغرباءْ..
واسلكْ دروباً ، سوف تغمرها السحابةُ..
ثمّ تمطرُها السماءْ.
(تلويحٌ أخير):
ما أبعدَ التاريخَ عن أحداثهِ..
ما أبعدَ الأسماءَ عن أصحابها..
ورقٌ ضلالْ
حِبرٌ يُزالْ
مواويلُ مغتربين تُطلقها شفاهٌ في خلاءٍ
ثم تطمرها الرمالْ
لا النخلُ طالْ
كلاّ ، ولا حتى الإجابات المسلّية التي
كنا ألِفناها.. يصادفها السؤالْ
وبرغم كلّ صغيرةٍ كبُرتْ بنا
وبرغم ما حُزناهُ من أضوائنا
لا زال ينقصنا حنانُ الأمِّ ،
ينقصنا أبٌ راعٍ لنا.. في زمرةِ الأفذاذْ
لا زال ينقصنا الأخُ - الأستاذ
لازال ينقصنا الملاذْ..
لكنَّ تلويحاً أخيراً ، باكتمال مسيرةٍ
هو ذا سيمنحنا الصلابةَ في انكساراتٍ نؤجلها لنحيا..
كم ذا نؤجلها لنحيا.. ؟!
(9):
تاسعَ الأجرامِ تبقى
في حسابات الفلَكْ
فالرقمُ أصعبُ من فوانيس المحافلِ،
حين يطفئها الحَلَكْ
والرقمُ أوثقُ من كتابٍ
سوف يُجمعُ في غيابٍ
ثم يُنشرُ في مراياكَ التي لن ترحَمَكْ
يا صاحبي : ألرقمُ لَكْ.!
نوفمبر 2008 f-a-akram@maktoob.com