وأبكي.. وبعضُ الدمع قاموسُ حَسرةٍ
تَنَاوَلهُ الإحساسُ مُستفهِماً حِبْره
ولَوَّحْتُ للأقلام وهي رهينةٌ
لدى غيمةٍ شَمَّاء لا تذرف القطره
كَتَبتُ على الكثبان بعضَ قصائدي
فطارت.. لعلَّ الريحَ تلقى بها عِبْره
أنا عثرة التاريخ.. صدري حقيبةٌ
لِكُلِّ رحيلٍ في هُلامِيَّة السَّكْره
أنا شطحةُ الصُّوفيِّ.. حيرانَ لم يَزَل
يسيرُ على خيطٍ من الزهد.. كالشَّفْره
حروفي حنينُ الطين.. ليلي ملامحي
وإرثي خَيَالٌ فَضَّ قُدْسِيَة الفِكْره
عَصَرتُ سلافاً من تجاعيد ليلتي
وأعددتُ كأساً من حميميَّة العَبْره
سكبتُ الأسى نخبين.. نخب صبابةٍ
ونخباً يوافيني على شاطئ الفِطره
فلا تسألوني من أكونُ.. وحملقوا
ففي سُمْرتي من كل أسطورةٍ شَذْره
كذاك عرفتُ الشِّعر.. يجتاز وحدتي
سديماً كأحلى ما تبوح به الحَسره