صراخ الخيبة
لا أحد يكترث لإبرة على الإسفلت، لا أحد يصف العتمة غير الذي عاشها، تماما كان تعيش طوال عمرك مذهولاً لرؤية مذنب تدرك يقينا أنك لن تراه مرة أخرى، بالأمس القريب لمحت مذنبات تجر بشرا، الدهشة لم تعترين! كنت في الضوء وكانوا مثل الإبرة على إسفلت متهرئ، يصرخون على بعضهم لكنهم لا يسمعون.
أنين السمر
جلست الخراف على طاولةٍ واحدةٍ، تكلم كبيرهم: نحن هنا كي نخفف الحمل عن الجميع، جميعنا معنيون بما يحصل، عامة الخراف التي لم تحضر علينا تلمس أوجاعها وإيجاد حل لكل مشاكلها.
طلب أحد الخراف الحمر الكلام فسمح له، قال: مالنا والخراف السمر؟ عليها أن تحل مشاكلها بنفسها، هي غير قادرة على أن ترعى في مكان واحد وهي مشتتة أيضا ولا تحب نفسها، لماذا لا نناقش انتقالنا للمرعى القريب؟ لماذا لا نكون يدا واحدة في وجه هذه الفوضى؟ نحن الخراف الحمر لنا مكانتنا. كيف ترعى معنا الخراف التعيسة!!؟
نظر كبير الخراف وبدا أن الفكرة راقت له، قال: نعم علينا أن نرحل، هذا المكان لم يعد متسعا لنا..
حزم الحمر حقائبهم، ضحكوا طويلا، بينما الخراف السمر أنينها يصم الآذان..
عبور
كان يحلم بليلة حمراء! صوتها الذي يعانق روحه لا يحتاج إلى بوابة عبور ليجتاح كل شيء، مثل كل ليلة إن لم ينم على سماعها يقبل الصورة التي تسكن جهازه.
وهو يهيئ لليلته أوجد لنفسه جوا مريحاً، صوتها الذي لم يشابه ما اعتاد أذهله، لم يجد حبيبته!
وجد روحاً متعبة وتراتيل تيه!!
قلبه الذي طالما عانقه الحزن قال لصاحبه: من قال إن الله يحبك؟
أقفل الاتصال.. بعد ثوانٍ معدودات جاءته رسالة: أنت لست أنكيدو وأنا لست عشتار، لكني أحبك.
نظر من شباك غرفته، وهو يخاطب السماء: أعرف إنك تمزحين وأنا أحبك أيضاً..
الهاتف يرن.. يرن
خاف أن يرد فيفقد ليلته الحمراء.