الثقافية - سعيد الزهراني:
يحمل في جسده النحيل المرض.. ويحمل بجسده النحيل أحلام بلده وهموم ثقافة بلد..
عبدالله غريب.. ويتهاوى الصدق والصبر والركض.. نحو كل ما هو جميل جمعي.. دون أن يستأثر بجزء منه (هو ذاته) لأهله وأبنائه.. إلا كما لكل (الباحة) المكان والإنسان والتقديم.. من مساحة في ذلك الجسد النحيل.. وكما للمرض أيضاً..!
في مثل هذا الوقت من عمر الزمن في العام الماضي.. كان (أبو ماجد) يتلقى علاجه في تخصصي الرياض قادماً من الباحة.. وتاركاً وراءه أحد أهم المحافل الثقافية الوطنية عبر ناديها الأدبي.. بعد أن شاركا معا (المرض وهو) في إعداد وترتيب أوراق المتلقى وأروقته.. مع نخبة الفعل النبيل المشرف من أعضاء النادي.. لكنه فضل متابعة جلسات المتلقى.. عبر صفحات (الجزيرة) الراعي الإعلامي للملتقى.. من هنا من تخصصي الرياض.. هذا العام.. شاركا معاً أيضاً (المرض وعبدالله غريب).. وكأنه يقول لنا بالقدوة والفعل.. أعيدوا قراءة الصدق والتفاني على هذا النحو.
عبدالله غريب.. باسمه الممتد.. ومرضه الصعب.. يقف ضمن أعضاء أدبي الباحة.. منظماً ومخططاً ومثرياً ومؤثراً.. لينتهوا جميعاً بنجاح مميز للغاية.. كان فيه (أبوماجد) الصوت واللون والعبارة.. دون أن يأخذ منه مرضه حتى رقصة العرضة واللعب والتغني بطرق الجبل. ليختتم الملتقى فعالياته مساء الأربعاء.. فيتجه عبدالله غريب وضيوف الباحة إلى مطارها العقيقي.. مودِّعاً مودَّعاً.. حيث كان موعده لإجراء آخر عمليات استئصال الخبيث الذي لم يكن ذا حظ معه.. على بعد يومين فقط.
ها هو عبدالله غريب يُجرب عمليته الأخيرة - بإذن الله - متماثلاً للشفاء.. بروحه التي لطالما أنست زواره أنه يعاني المرض..
صادق الدعاء لصديق الجميع.. عبدالله غريب.. بالشفاء والسلامة والأجر.
