الثقافية - علي سعد القحطاني:

كان الجميع يترقب محاضرة الأستاذ والكاتب المعروف محمد بن عبداللطيف آل الشيخ الذي كان من المفترض أن يلقيها في صالون راشد المبارك مساء الأحد 4-11-1429 حسبما هو مجدول في نشاطات الأحدية لهذا الموسم، إلا أن الدكتور راشد المبارك اعتذر عن غيابه وقال: (إنه شيء يقلقنا - يقصد تخلف المُحاضِر- ومن حسن الحظ أنها حالة استثنائية قد تحدث مرة من الذين وعدونا واضطروا إلى التخلف) ولم تسجل الندوة طيلة إقامتها وديمومتها في المشهد الثقافي لأكثر من تسعة وعشرين عاماً أن غاب أحد المُحاضرين عن إلقاء ورقته، وعد ذلك في حكم النادر واستطاعت الندوة في ظل ذلك الغياب أن تبتكر موضوعات عدة لمناقشتها من ضمنها الانتخابات الرئاسية في أمريكا ومقالة الدكتور راشد المبارك الأخيرة التي انتقد فيها (اختبار القدرات) ووجد التربويون والمثقفون في مقالة أبي بسام متنفساً لإظهار تبرمهم وغضبهم من القرارات العشوائية في حقل التعليم من بينها اختبار القدرات لطلبة المرحلة الثانوية، وتعجب الدكتور عز الدين موسى وأعرب عن دهشته وذهوله من عدم وجود ردة فعل لما كتب الدكتور راشد المبارك في مقالته الأخيرة -وشبهه بـ(المؤذن في مالطة)- وكأن الساحة أصيبت بحالة الموات على حد تعبيره ووصم المثقفين بالخواء والجبن إزاء مناقشة قضايا التعليم العام وأبدى الدكتور راشد المبارك سروره بالرأي المخالف لأطروحته في تلك المقالة بقدر رضاه عن الرأي الموافق ولأن في كلا الرأيين إثارة وفتح آفاق واسعة للنقاش.