** عبد الرحمن السليمان العثيمين اسم يمر عابراً دون أن يستوقف المهتمين داخل الوسط الثقافي فضلاً عن خارجه؛ فقد انقطع للبحث عن المخطوطات وتحقيقها، والغوص في قضايا النحو وتعقيداته، حتى بات مرجعاً في تخصصه يعرفه الندرة فيغنون عن الكثرة.

** دكتور بدرجة أستاذ، ومحقق بمستوى علاّمة، وهذه صفة يطلقُها عليه تلاميذه ومتابعوه (موقع ملتقى أهل الحديث).

نعرفُه حين يعبر اسمُه على بعض الكتب التراثية التي تولى تحقيقها، ولعل أشهرها (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة،الذيل على طبقات الحنابلة، التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين، نظم الفرائد وحصر الشرائد، ما اتفق لفظه واختلف معناه، الفريدة في شرح القصيدة في عويص الإعراب، شرح المفصل في صنعة الإعراب الموسوم بالتخمير، المقدمة اللؤلؤة في النحو، إعراب القراءات السبع وعللها).

** يرى النحويُّون ما لا يُرى -كما وصفهم أحد الأئمة - (ولعله الشافعي) وقال عنهم: إنهم جِنُّ الإنس، ومنْ يدرك أسرار النحو ويخترق أسواره يقتنع أنه مجموعة معادلات عقليّة تخضع للمنطق والتحليل، والقياس والاستنتاج، ولا عجب بعد ذلك إن كان متخصصوه أكثر جديّة ودأبا وقدرةً على تفكيك المسائل وتجميعها، ولا عجب كذلك إن انزوى علماؤه في زواياهم مهمومين بالمضمر، مقدرين المستتر، غير متنازلين عن علامة ظاهرة أو ممنوعة الظهور.

** اعتزل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن العثيمين الناس باحثاً وشارحاً ومحققاً؛ فبات مقصداً للقاصين والدانين.

** المعلومات المتناثرة القليلة عنه تقول: إنه من مواليد عنيزة في منتصف الستينيات الهجريّة، ويقيم في مكة المكرمة، ويعمل في جامعة أم القرى، وهو ابن عم الشيخ محمد العثيمين 1347 - 1421هـ الذي يعد مرجعاً في علوم العربية كما هو مرجع في العلوم الشرعية -عليه رحمة الله -، وقد سبق للأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي -عبر الثقافية - أن وصفه بالعالم المحقق البارز، كما طالبه بإعادة نسخته الشخصية من كتاب (شعراء نجد المعاصرون) التي لم يستردها منه بعد أن أعاره إياها قبل قرابة نصف قرن، وهكذا يبقى الكتاب قاسماً مشتركاً بين العلماء، يحتفون به وجوداً وفقداً، ولا ينسيهم الزمن -مهما تقادم - عشقهم الأزلي.

** العالم لا يغيب.