شعر - يحيى بن إبراهيم الشعبي:
الذكرياتُ رضا وَغَمْ
تأتيكَ مثلَ غَمَامَةٍ
تأتيكَ وَجْهَ جَهامةٍ
تأتيْكَ في الثوبِ القَشِيْبِ
عليْهِ لألاءٌ وَدَمْ.
تُؤويْكَ في جنَّاتِها
تَحْويْكَ في صُندوقِها الخَشَبِيِّ
بينَ أطايبِ الكافُورِ والرَّيْحانِ
بينَ نَفَائِسِ الأحْجارِ والمَرْجانِ
بينَ الحُلوِ والأحْلى
مَعَ الأحْبابِ إذْ كانُوا ...
مَعَ اللَّذاتِ واللَّذا....
الذكرياتُ مَطاوِحٌ
أَلْقَتْكَ فيها النَّائِباتْ
تُصْليكَ في لأْوائِها
تَرْميْكَ في تابُوتِها الحَجَرِيِّ
تَحْتَ قَذائِفِ الآلامِ والنِّيرانِ
بينَ مطارقِ الأقْدارِ والسِّنْدانِ
فاشْرَبْ مُرَّها قَسْراً
وعاقِرْ أدْمُعاً حُمْراً
مَعَ الأحْبابِ إذْ كانُوا ....
مَعَ الآهاتِ والآها...
أَتُراكَ تَعْبُرُ نَحْوَ أيِّهما؟!
أَجِبْ!
للضَّوْءِ أمْ للحُزْنِ أمْ للحَسْرَةِ الأَبْقَى!
أَجِبْ!
هَذِي الطَّريقُ بِشَوْكِها
هَذِي الطَّريْقُ بِوَرْدِها
لا تَضْطَرِبْ.
عِشْ لَحْظَتَيْكَ بِمُرِّها وَبِحُلْوِها
عَبِّئْ مَكانَكَ بالحُضُورِ ولا تَغِبْ.
فَلَرُبَّما فَاضَ الجَمالُ وأَنْ عَسَى
اعْبُرْ ...
جِرِاحُكَ ليْسَ يُبْرِئُها الأَسَى
لا لا تَغِبْ.