-3-
لقد كانت فكرة هذا الكتاب محاضرة ألقيت في مركز ابن صالح الثقافي في مدينة عنيزة، في نهاية العام الماضي، وعندما شرعت في إعداد المحاضرة تبيّن لي أنها بحاجة إلى توسع لكي نبرهن على فروض كنت قد أعددتها محاور للمحاضرة.
كان العنوان الرئيسي للمحاضرة يدور حول سؤال مهم، ما الذي جعل العرب وهم على ما هم عليه من بدائيّة وضعف في الإمكانيات يتمكنون خلال عقدين من الزمن من أن يسقطوا أكبر إمبراطوريتين في التاريخ آنذاك (الروم والفرس).
كان العرب قبل الإسلام معادلة صفرية في السياق العالمي؛ قبائل متنافرة ومتقاتلة ووثنيّة، ولهم من دون شك فضائل أخلاقيّة، مثل ما عرف عنهم من المروءة والكرم والوفاء بالعهد، ولكن هذا السلوك الفردي يقابله تعصب وتشرذم. فلما جاء الإسلام تحول هؤلاء الأعراب إلى دعاة هداية وخير، ثم تمكنوا من إقامة إمبراطوريّة كبرى وأقاموا حضارة متميزة بعلمها وأخلاقها.
إذا كنت أيها القارئ، ممن يؤمن بأن القرآن الكريم هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فإن الإجابة عن السؤال السابق سهلة، وقد أجبت في الفصل الأول من هذا الكتاب عن هذا السؤال المهم. وأقول هنا باختصار، الله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين). الروم (47). وفي سورة غافر يقول سبحانه: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. آية 51) ، فالنصر مرتبط بالإيمان، والإيمان قول وعمل، عقيدة وسلوك.. ولذلك انتصرت الدولة الإسلاميّة الأولى. وعندما انحرفت الأمّة كلها هزم الأحفاد ودخل المغول بغداد. وعندما جاء الملك الصالح العادل (صلاح الدين الأيوبي) وسلك سلوك المؤمن انتصر وفتح القدس. والنماذج (نماذج النصر والهزيمة) هي ما يحاول هذا الكتاب أن يشرحها.
والكتاب كما قلت يتأسس على فروض، هي:
أولاً: إن هذه الأمة كلفت برسالة. وهذا التكليف يرتب لمسؤوليات كبرى على الصعيد المحلي (الأمّة) والدولي (العالم)، وأن التكليف يخضع لسنن إلهيّة تحكم مسيرة أمّة الدعوة والتبليغ. فالجماعة المؤمنة في مكة، والتي تحولت في المدينة إلى دولة أسسها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن جاء بعده من الخلفاء الراشدين، كانت تتمثل الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة. ومن ثم قدمت النموذج الأمثل في طاعة الله (أوامره ونواهيه)، لذا تمكنت هذه الأمّة من النصر، وتحقق لها التمكين في الأرض.
ثانياً: إن القرآن الكريم – الذي آمنت به هذه الأمّة – وهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قد رسم المنهاج للدولة الإسلاميّة، ومقومات نصرها وتمكينها. لقد أوضح القرآن -عبر الأخبار عن سير الأولين، وقصص الأنبياء، وما حدث للأمم السابقة من قبلنا- أقول: لقد أوضح شروط النصر والتمكين وعوامل الهزيمة والخذلان ومن ثم العقوبة.
النصر – كما مرّ معنا – مرتبط بالإيمان، والإيمان بالله قول وعمل، نظر وفعل، إخلاص وتضحية، سلوك عادل ونزيه ونظيف، والهزيمة مرتبطة بالجحود والظلم والإسراف والفسوق والترف والعصيان. إن من أسباب هلاك الأمم تورطها بالثالوث الخطر: (الظلم بانواعه، والترف، والفسوق). فإذا تورط قادة أمة، أو عناصر من هذه الأمة، أحدهما أو كلاهما بهذا الثالوث الخطر تحل بهم عقوبة الله في صور وأشكال متعددة. وقد أوضح القرآن بنصوص وآيات متعددة وبأمثلة واضحة نتائج الظلم وما يؤول إليه، أو يؤدي إليه من عقوبات دنيويّة وأخرويّة.
ولنتأمل معاً نماذج من الآيات القرآنيّة:
يقول الحق تبارك وتعالى: (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين. يونس آية 13).
وفي سورة الأنبياء يقول سبحانه: (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين. فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون. لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون. قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين (الآيات 11-14). وفي سورة هود يقول الحق سبحانه مخاطباً رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون. وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. وأصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين. فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين. وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون. هود الآيات 112-117). وفي سورة (القصص) يقول سبحانه: (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمّها رسولاً يتلوا عليهم آياتنا، وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون. القصص 59).
ويقول سبحانه: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين. القصص آية 83).
وهذه (الآيات) مجرد نماذج من آيات كثيرة، كما شرحت في الفصل الثالث من هذا الكتاب. ومعنى الظلم في القرآن يحكمه السياق فهو يأتي بمعنى الشرك (إن الشرك لظلم عظيم) ويأتي بمعنى ظلم الأفراد لأنفسهم، بالمعاصي وتجاوز حقوق الله، والفسوق والفجور وما في حكم ذلك، ويأتي بمعنى ظلم الحكام والولاة للجمهور على نحو يسلب حقوق (الرعية) أي المواطنين، ويهدر كرامتهم، ويعرضهم للذل والهوان. والسنن الإلهية لمن يتلو القرآن بتدبر واضحة، فعلى سبيل المثال، يقول سبحانه: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون. الأنعام 129) ومعنى الآية أنه إذا تظالمت الرعيّة فيما بينها، فأصبح القوي يظلم الضعيف.. إلخ سلط الله عليهم حاكماً ظالماً مثلهم، وحديث الرسول (ص) يوضح هذا المعنى: (كما تكونوا يولى عليكم).
ثالثاً: إن الأمة عندما انتصرت، أشعلت وهجاً لحضارة متميزة، ربطت بين الإيمان والعلم والأخلاق، واستوعبت روح الشريعة الإسلاميّة، في بنائها المعرفي والعلمي، وهضمت التأثيرات الثقافيّة الأخرى في جسمها وصبغت ذلك كله بالمنهجية الإسلاميّة. وعندما ضعفت الأمّة تحولت من قائد إلى مقود، ففقدت توازنها واستسلمت بانبهار للتأثير الثقافي اليوناني فانحرف مسار الإيمان والعلم، وتلاشت حضارتها وتحولت إلى (حواش) و(ملخصات) وتكرار ففقدت معه روح الإبداع الذي طبع الحضارة الإسلاميّة في القرون الأولى. وهنا كان الانحراف عقدياً وثقافياً وفكرياً ومنهجياً.
إن روح الشريعة الإسلاميّة يعطي توازناً بين (النظر) و(العمل) ومن ثم فإن الفكر النظري ذا الطابع العملي والتجريبي، وليس التجريدي، هو الذي قاد الثورة العلميّة المعاصرة، وقد كان للمنهجية الإسلاميّة المتحررة من التأثير الأرسطي الدور الأكبر في الإسهام في توجيه العقل الأوربي الحديث نحو المنهج الإستقرائي/ والتجريبي بديلاً عن المنطق الأرسطي ؛ فالعلوم الإسلاميّة التي تحررت من التأثير الأرسطي وانطلقت من القاعدة القرآنيّة التي تحث على المشاهدة والمعاينة كانت إسهاماً إسلامياً في صياغة مسار الحضارة الإنسانيّة الراهنة خصوصاً في بدايات تشكيل العقل الأوروبي الحديث..
إن علماء الأمة من أمثال (الخوارزمي) و(ابن النفيس) و(جابر بن حيان) و(البيروني) وغيرهم هم الذين قادوا مسار الحضارة المعاصرة بمنهجهم العلمي التجريبي. أما ما سمي بالفلاسفة العرب، فقد اعتبرهم (الغرب) وليس (نحن) فقط مجرد سعاة بريد قاموا بتوصيل ما قاله فلاسفة اليونان. ثم إن (الفقهاء) وليس (علماء الكلام) هم من وضع أصول التفكير العلمي الواقعي، الذي حفظ للأمة دينها وهويتها وتراثها. هذه مجمل الفروض التي تأسس عليها هذا الكتاب.وفصول الكتاب مجتمعة هي محاولة للبرهنة وإثبات هذه الفروض، ولذلك أقول هي محاولة بأمل أن يأتي من يعيد القراءة ويكتشف جوانب أخرى تساعدنا على الخروج مما نحن فيه.
-4-
أود هنا أن أسجل ملاحظة على درجة كبيرة من الأهميّة في تقديري. إذ سيرى القارئ في ثنايا هذا الكتاب نقداً قاسياً لمؤثرات ثقافية جاءت إلى العالم الإسلامي منذ القرن الأول، وكانت لها آثار سلبية في مسيرة حضارة الأمّة ، واقتناعي أيضاً أنه كان لها دور هام في الهزيمة والإذلال الذي تعرضت له أمّة الدعوة لما تخلت عن أصولها العقدية والثقافيّة. ومع هذا فأنا لست ضد التأثر وتبادل التأثير بين الحضارات والثقافات ؛ فهذه ظواهر صحيّة وممتعة ومفيدة. ولكن بشرط أن يكون السقف الذي يحكم هذا التأثر معرفي وليس سياسياً، وموضوعي وليس ذاتياً، هدفه البحث عن الحقيقة وتطوير إمكانات المعرفة، وتقريب المسافات بين ثقافات بدأت تمتزج فيما بينها. وفي الحالة التي نتحدث عنها (تفاعل العرب مع الفرس والهنود، والمراكز الحضرية في مصر والشام.. إلخ) فإن القاسم المشترك بين هذه الثقافات بعد الفتح الإسلامي هو الدين الإسلامي الذي يشكل مرجعيّة عقديّة لهذا النوع من التفاعل. فعندما كانت الأمّة في الصدر الأول لا تفصل بين الحقيقة العلمية والحقيقة الدينيّة، وتعتبر الأولى نتاجاً لتوجيه الثانية، تمكنت من إقامة حوار حضاري مع الشعوب التي تمّ فتحها من قبل العرب المسلمين. إن الحقيقة الدينية ذاتها هي حوار مع الآخر، دعوة بالحكمة والموعظة، وجدل بالتي هي أحسن وأنفع. فهي تهدف إلى كسب اقتناعات وترسيخ مفاهيم وإقامة جسور من التفاهم والتواصل هدفه إشاعة منهج الإسلام وتعميم أحكامه وثوابته، ولكن عبر الإقناع وليس الإكراه مع مراعاة للخصوصيّة الثقافيّة للشعوب المختلفة. إن الحوار مع الآخرين هو حوار مع فكره واقتناعاته، وإذا لم يتأسس على فهم عميق لما لدى كل طرف، وتصور القضايا والمشكلات، وجوانب القصور والمعالجة، ثم قبول ما هو جيّد أو حسن أو جميل في فكرة كل من الطرفين المتحاورين، ومن ثم تصويب ما هو خطأ أو معوج، إذا لم يكن الحوار كذلك، فإنه يصبح لا معنى له ولا يقود إلى نتائج فعالة.
ولقد عاش العربي الفاتح مشكلات متنوعة، إذ قد ورث تراثاً فكرياً وسياسياً وثقافياً خلفته إمبراطوريتان كبيرتان هما (الفرس والرومان)، كما أن المراكز الحضاريّة في دمشق، والإسكندريّة، وحران وبلاد فارس كانت مراكز ثقافية كبرى لها وزنها النوعي فكرياً ومعرفياً ومنهجياً. وهذا الوضع لم يخل بمسيرة الإسلام في مراحله الأولى ؛ لأن هذا الدين يحتوي على تعاليم هدفها إشاعة العدل وتحريم الظلم وتصحيح العقيدة وتعمير الكون وعبادة رب العباد. ومن ثم فإن الفاتح العربي يحمل معه رسالة للإنسانيّة كافة، ويتحمل مسئولية إصلاح مجتمعات ونظم كفرت برب العباد وطغت في البلاد. ولهذه المجتمعات (المفتوحة) عادات ونظام حياة وقوالب تفكير لها خصوصية ثقافية ترتبط أولاً وأخيراً بتحولات هذه المجتمعات عبر قرون من الزمان. وكان العربي الفاتح يحمل في تكوينه اللاشعوري تراثاً عربياً بدوياً بسيطاً وأحادي الجانب، ويحمل معه في نفس الوقت رسالة دينيّة مشرقة تتضمن الخير كله والهدى كله. وعلاقة من هذا النوع كان يمكن لها أن تخلق صراعاً ثقافياً لا يمكن تجسير فجوته، إلا أن العلاقة التي نشأت بين العربي المسلم (الفاتح) وبين الشعوب التي تمّ فتحها علاقة يحكمها منظور الإسلام ورؤيته لطبيعة هذه العلاقة.. فمن اعتنق الإسلام - وهم الأغلبيّة - يتمتع بأخوة الإسلام، وهي أخوة تصنع مساواة ومحبة وتآلفاً وتراحماً وتعاوناً، وتآزراً ، عليه أن يدفع الزكاة والخراج ويجاهد لحماية الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار مثله مثل بقيّة اعضاء الجماعة المؤمنة، أما من لم يعتنق الإسلام وبقي على دينه، فهو لا يدفع الزكاة، بل يدفع (جزية) لقاء حماية حقوقه وأمنه، وهو هنا لا يكلف بالحرب، كما يحدث الآن في بعض المجتمعات، حيث يدفع القادر مبلغاً من المال لكي يعفى من الخدمة العسكريّة. والدولة الإسلامية تحمي أمن المعاهد والذمي وتصون حقوقه.
الفتح الإسلامي كان فتح هداية لا جباية، وتحرير وليس استعماراً وعدل ومساواة، وليس اضطهاداً أو قمعاً لأحد. ولهذا تحولت هذه الشعوب إلى الإسلام عن اقتناع ورضا. وهكذا نشأ تفاعل ثقافي بين العربي والفارسي والهندي والتركماني في محاولة جادة لصهر هذا التفاعل وبناء حضارة متميزة، وتوحدت شعوب في ثقافة مشتركة، اسمها الثقافة الإسلاميّة، وهو ما نعرفه الآن. وما دونه التاريخ.
صحيح أنه في القرن الثاني، أو نهاية القرن الأول للهجرة نشأت بذور ثقافيّة انحرفت بمسار الحوار، وهو ما أوضحته في فصول هذا الكتاب، ولكن هذا الانحراف لا يلغي القاعدة الأصلية، وهي أن الإسلام يستوعب بعمق ثقافات الشعوب الأخرى، ويعيد انتاج هذه الثقافة وفق ثوابت الشريعة وقواعدها.
إن الثقافة الإسلاميّة الأصيلة، انطلقت من ثوابت وقواعد الشريعة الإسلاميّة ولكنها في الوقت نفسه استوعبت الآخر فكرياً ومعرفياً. وعندما انبهرت هذه الثقافة بالآخر الوثني (اليونان) فقدت روحها الأصليّة وتراجعت ، فالتبعيّة الفكريّة قتل لهوية الأمّة وفرص الإبداع والنمو، لأن لكل نسيج حضاري منطقه وظروفه ومتغيراته وقانون تحولاته التاريخيّة، ومن هنا فإن (الاستلهام) و(الاقتباس) من حضارات الآخرين هو تطوير لواقع وإمكان لنهوض، فالذين استفادوا من (الطبيعيات) الشق الأهم في الفلسفة اليونانيّة. تمكنوا من النمو والإبداع وإثراء المعرفة الإنسانيّة. والذين استمتعوا بجدل الفلاسفة اليونان وبالذات في الإلهيات وما يدور في فلكها، لم يضيفوا الجديد، بل استعادوا إنتاج خطاب فلسفي غريب على تكوين الأمة العقدي والمعرفي والثقافي.
إن الاستفادة من تجارب البشر ومعارفهم التجريبية والنظريات العلمية حق مشروع للجميع ؛ فالحضارة الإنسانيّة جهد إنساني عام، وهو إنجاز بشري مشترك، تضافرت عليه جهود البشر عبر آلاف السنين، ومن ثم فإن التفاعل مع ميادينه المعرفيّة والمنهجيّة قضيّة مشروعة يحث عليها الدين وتزكيها الفطرة البشريّة السليمة. أما (العقائد) فهي أمور تأتي عن طريق (الوحي)، وللعقل الإنساني حدود لا يمكن له تجاوزها. ومن ثم فإن ما يأتي عن طريق الوحي بنصوص الكتاب والسنة، هو الأصل في تشكيل عقل المسلم، وما توفره التجربة من استخلاصات أو إبداع علمي هو جهد مشكور وضروري طالما أنه لا يختلف مع نص قطعي الدلالة.
هذه حضارتنا التي أفرزت لنا مكاناً هاماً ومقعداً متميزاً في مسرح التاريخ الإنساني.
ننتصر عندما نقيم العدل ونرفض الظلم. وننهزم عندما ننحرف عن شروط الإيمان بالله وحده.
وما يرد في هذا الكتاب مجرد دعوة للتفكير في أحوالنا وهمومنا.
فهي هموم فوق طاقتنا، ما لم نعد بالتدريج إلى كتاب الله وهديه، والله المستعان.
****
* مقدمة كتاب جديد للدكتور المرزوقي يطبع في بيروت وينتظرصدوره قريباً عن مركز ابن صالح الثقافي في عنيزة.