حباها الله من الجمال ما الله به عليم، تمتلك من الطيبة الشيء الكثير حتى كانت تسمى الساذجة، تثق في كل الناس لا يعرف الحسد طريقاً إلى قلبها همها إرضاء زوجها، رموش عينيها تحرسه تعتمد عليه في شؤون البيت وخارجه وهو يبادرها نفس الشعور وربما أكثر!
لا يعكر صفو حياتهما شيء سوى عمتها التي كانت الخنجر المسموم الذي يسدد في خاصرة تلك العلاقة ورغم أن طلب عمتها مشروعاً في تحميس ابنها والحث على تطليقها والزواج بأخرى إلا ان إصرار الزوج على إبقاء حبيبته الاولى على ذمته أمر من اولويات إرضاء أمه!
وهي لا تعلم عن خفايا ما يخطط لها في أمر دبر بليل وفي ذات ليلة مطيرة مصحوبة بالرعد ولمحة البرق دخل حجرها وهي في كامل أناقتها ناسية وراءها همّ ونصب اليوم كله وفي أول لقمة تعلق أصابع الزوج فاتحها في أمر الزواج بأخرى وقفت كمحة مندهشة للحظات وطلبت إعادة ما قاله بعد أن غيرت من جلستها لأول مرة يرى قمحة في هكذا حاله!
امتقع وجهها وشحب صوتها ولأول مرة يسمع زوجها (لا لا..) حرام عليك هل الأمر بيدي أم أن الله أراد ألا يرزقنا بالذرية وما أدراك قد يكون السبب منك!
كثر الجدال وانقلبت الليلة إلى حلبة مصارعة استخدمت فيها كل الأسلحة.. وعبثاً حاول الزوج إقناعها بأن تبقى على ذمتها ولكن هيهات هيهات له ذلك وطلبت الطلاق.. أمر الطلاق مر لمحة البصر في ثوان معدودة ورعشة يدي الزوج عند توقيع الورقة هي هي نفس إصبعها الملطخ بالعجين! حتى كانت ليلة تسجل من أيام القرية حتى انفجر الزوج باكياً نادماً حظه العاثر كيف طاوعه قلبه المتيم بها ويده التي سجلت تلك الكلمة!! وهي لا زالت حاملة حب تربع في قلبها الوهن ولم تذرف دمعة واحدة ولم تفق كمحة إلا على تربت حفيدها على كتفيها قائلاً: (لم تبك لم يا جدة!) لكن قلت قصيدة سرت مضرب مثل إلى الآن وأيد رأي الحفيد أخوانه فقالت: كمحة ولكن بشرط تطفئون السراج وتسمعونني!
