عندما سقط من الطابق الحادي والثمانين، كانت النافذة التي سقط منها؛ تقع فوق الساعة الضخمة مباشرة..
أثناء سقوطه، لمح عقارب الساعة وهي تتحرك، كانت الحادية عشرة إلا سبع دقائق..
صادف مروره من أمامها، أن انتقلت من الحادية عشرة إلا سبع دقائق، إلى الحادية عشرة إلا ست دقائق..
مما أحدث لديه اهتزازاً كبيراً وهو يسقط، أو قل إن شئت أنها أبعدته عن المبنى أثناء سقوطه، بمقدار 25 سنتيمتراً..
استغرق نزوله من الطابق الحادي والثمانين إلى الطابق الأول أكثر من ست دقائق وثلاثين ثانية، خاصة إذا علمت أن وزنه كان يقترب من 81 كيلو جراماً..
فجأة، وقبل أن يصل إلى الأرض، توقف جسده، كما لو كانت الدنيا توقفت تماما، كل ما استطاع فعله هو: أنه لوى عنقه، حتى يبحث في داخل الحدث عن الخطأ..
كل ما استطاع أن يخرج به:
هو أن الساعة الضخمة جدا، المعلقة في أعلى المبنى، كانت توقفت عند الحادية عشرة تماماً، ومنحته تأخيراً مقداره بضع ثوانٍ، قبل أن يرتطم بالأرض، وهو يسقط بسرعة 280 كيلو متراً في الساعة!
في هذه اللحظة؛ كان عامل التنظيف القابع في داخل الساعة الضخمة، قد سقط من فمه، طقم أسنانه بين التروس، استطاع الطقم أن يوقف التروس عن الحركة، فتوقف العالم عن الحركة..
فجأة، تمكنت التروس من أن تهرس طقم أسنان عامل التنظيف، فسقط الرجل برفق على الأرض.. أخرج من جيبه الخطاب الأزرق الذي يخوله ملكية المبنى ذي الـ81 طابقاً وأسرع باتجاه البوابة..
وقبل أن يتجاوز الشارع المزدحم، اقتربت منه سيارة سوداء..
لا أحد يقول لي ثمة شيء مسروق هنا!
لقد حدث كل هذا البارحة الساعة التاسعة مساء حتى الحادية عشرة إلا بضع دقائق.. أمام عيني، هل يستطيع أحدكم أن يفسر هذا؟!